الاختلاف الذي يظهر بين الجنوبيين حول تشكيل الحكومة المنتظر إعلانها التي ستنقل الجنوب إلى مرحلة جديدة من الشراكة والشرعية السياسية، وتعنتهم بالاعتراض على هذا المرشح والإصرار على الآخر، لدوافع شخصية يعيد إلى أذهاننا الإصرار على نفي الرئيس علي ناصر محمد وبعض الشخصيات الجنوبية عشية تحقيق الوحدة، الذي ادخل الجنوب حينها مرحلة مؤلمة من الشراكة والشرعية السياسية (المنقوصة)، ما يفسر أن الصراع الحالي بين الشمال والجنوب لن يحل إلا بإذابة الخلافات بين الجنوبيين أنفسهم أولاً والقبول ببعضهم البعض ليتمكنوا من تحديد مصير الجنوب لأن المرحلة الراهنة تتطلب منهم توحيد رؤاهم وبوضوح ومصداقية فيما بينهم كجنوبيين أولاً بعيدا عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية وأي ارتباطات أخرى، وأن يجعلوا الأولوية للإنتماء للجنوب، لسد الثغرات التي بستغلها الآخرون للأضرار بوحدتهم، ولا ضير من الاستفادة من تجربة الأخوة في الشمال الذي يوّحدهم الانتماء لجغرافيا الشمال والمذهب الديني أكثر من الانتماء لأحزابهم السياسية مما ساعدهم في تعزيز وحدتهم وعدم تفجر الصراعات والخلافات فيما بينهم، وأن حدثت بعض الخلافات فإنها تكون شكلية ولا تترك أثر سلبي على النسيج الاجتماعي كما يحدث في الجنوب.
منقول من صفحته في الفيسبوك