و ماذا تبقَّى لِكي يَفهمَوا

مَضينا و أوجَاعُنا تُضرمُ

و مِنْ مُقلتَيْنا يسِيلُ الدَّمُ

 

أَننثُرُ في الأرضِِ أحَلامَنَا

ليُزهرَ ما لَمْ نكنْ نَحلُمُ

 

و نَمْشي عَلى إثْرِها نَرتَجِي

ضِياءً و صُبح الرؤى مُظْلمُ

 

أنتُركُ آمالنَا كي ِتمُوتَ

ليَحْيَا عَلَى موتِها مأتمُ

 

فَهل للأمانِي مِن وثبةً

(تُقبّلها الشمسُ والأنجمُ)

 

تشَظّى النَّهارُ بأحداقِنا

و ضمخّهُ الحالكُ المُعتمُ

 

لِتَنعيْ العروبةُ تاريخَها

ليلعَنها إسْمُها الأعْظمُ

 

تُرانا على شطِّ أوهامِنَا

نُعانيَ اضْطِهاداتِ من يحكمُ

 

فحكامُنا يتبَعونَ الهوَى

و أغراهمُ بالهوى الدرْهَمُ

 

وتقتادهُمْ شهوةُ الإنجرارِ

وراءَ عدوٍ خفي فاحتموا

 

فيا قارئاً لكتابِ الإلهِِ

فبِاللهِ قُلِّي بِما تَحكمُ

 

تَغاضيتَ عَن ما بهِ جاحداً

لهُ أيُّها الفاسقُ المُجرِمُ

 

و راهنتَ دوماً بدنْيا الفَنَا

فصرتَ فناءً و لا تَعلمُ

 

ألَمْ يئنِ الوقتُ للغافلينَ

و ماذا تبقّى لكي يَفهَموا

 

*سفيرة السلام