كنت قبل يومين بصحبة الشاب الخلوق والاخ الكشاف الاستاذ/ وضاح محمد نعمان المدير المالي والاداري لجمعية الكشافة والمرشدات مدير مشروع رسل السلام لبناء قدرات الكشافة اليمنية وهو يشطب التجهيزات واللمسات الاخيرة للمبنى الجديد والخاص بالجمعية والذي من المقرر أفتتاحه يوم غد الخميس بمديرية دارسعد بمحافظة عدن، وما أن دخلت معه رأيت قاعة الاجتماعات عليها صورة الكشاف الفقيد/ مياس مانع محمد عضو لجنة المؤتمر الكشفي والذي أطلق أسمه على قاعة الاجتماعات وفاء من زملائه لروحه الطاهرة...قمة الوفاء من رفاق دربه في جمعية الكشافة والمرشدات.
وحين عدت ومسكت القلم وجدت نفسي أكتب كلمات رثاء لمياس وكان هذا المقال........
▪️إني مسكون بذكراك يامياس..وأن التعبير لعاجز عن الإيفاء بماتستحقه من رثاء ، فكم هي ثقيلة على اللسان الكلمات وثقيل على القلم مداد الكتابة الحزين وثقيل على نياط القلب رثاء الاخ/ الصديق/ الزميل/ المعلم/ الكشاف/ المياس..الذي جمعتنا به المحبة والكلمة الطيبة وخدمة البسطاء من الناس
والأصعب من كل ذلك محاولة تجميع الاحاسيس والمشاعر والذكريات وترجمتها الى كلمات لأرثي بها المياس مانع محمد وهل هناك أثقل على القلب من رثاء أنسان بسيط/متواضع/فقير/حالم/ الغني بمحبة أهله وأصدقائه وزملائه وجيرانه... فهو أنسان على الدوام نبعا للعطاء والرؤى ..للنشاط العلمي والكشفي الهادف داخل مديرية دارسعد وعدن على وجه الخصوص وعلى مستوى الوطن بالعموم..
هكذا عرفناه مبدعا وناشطا يتقدم الصفوف في الاعمال والانشطة الطوعية والتطوعية ، يطرح قضايا تهم الناس والمجتمع ويبادر بطرح الافكار التي تلامس حياة الناس ويدفع بالكثيرون من الغلابة من التمكين لانشطة تخدمهم في كسب لقمة العيش الكريم وهذا ماشهدته ومالمسته منه في مشاريع التمكين وسبل العيش التي تنظمها جمعية الكشافة اليمنية... ولعلى حضورنا الاخير على مدى 10 أيام في الدورة التدريبية الاخيرة الخاصة بالبناء المؤسسي في اكتوبر2019م ، كانت له معنا محطة الوداع الاخيرة لكي نتعرف عن أشياء كثيرة وخصال حميدة لم نكن نعرفها من قبل عن الفقيد الراحل مياس رحمه الله وما أستطيع أقوله هنا أن القدر أخذه منا وترك لنا صدمة وبصمة ستظل مصاحبة لنا حين نتذكر شاب خلوق يعطيك من الحماس قوة ومن العطاء نموذجا ومن الغياب حزن وغصة....لكل من عرفه ...هذه مشاعر ليست عندي لوحدي بل وجدتها عند عشرات ممن يعرفوه أو تعرفوا عليه ولو لفترة وجيزة...
فلتعذرنا يامياس..مرتين، أولا حين تأخرت برثائك لسته أشهر بسبب هول الصدمة وعجز الفكر واليراع عن الكتابة ، وثانيا لخلط التعبير ودمجه كونه نابع من القلب دون تحفظات ودون مصالح أو منافع بعد فاضت روحك الى السماء، وسوف نظل نتذكرك ونقول رحمك الله ..يامياس وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان..
فموتك مصابا جللا عليهم وعلينا جميعا فالدمع ينساب عندما أعبر بجانب منزلك الكائن بدارسعد وعلى طريقي اليومي للعمل، الشارع الذي رأيتك به كثيرا أنت وأطفالك وجلسنا فيه نحكي هموم البسطاء قبل مرضك....ولم أكن أعرف أنه اللقاء الاخير وحال وصلني خبر وفاتك نزل علي كالصاعقة قبل مغرب يوم الجمعة الموافق 2020/5/29م تسمرت ولم أبارح مكاني وكنت وحدي حينها في المنزل فالثقل ليس على القلب والاحاسيس ولكن حتى على قدماي التي لم أستطع تحريكهما وظللت ساكنا دون حركة في ذلك المساء الحزين
أيها المياس.....رحلت عنا مبكرا ولازلت أتذكر تلك الابتسامة البشوشة العميقة وروحك المرحة فلك الرحمة والخلود ولأهلك وأسرتك الكريمة ولكل من أحبك وتعامل معك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون