رغم أن العنوان التساؤل يعتبره بعض فقهاء الإعلام عجز معلوماتي في الكاتب، إلا أنني أجد نفسي عاجزًا في اختيار غيره من العناوين الأُخرى حول الوضع الذي وصلنا اليه واقصد بالضبط تنامي ظاهرة القبيلة والعروشية والجهوية المقيته في مجتمعنا كأن الزمان عاد بنا إلى زمن مضى، والذي يؤلمك أكثر أن تجد من يغرد محسوب على أهل العلم والثقافة بل من نخبة الأمة، ففي الرياضة وكذا السياسة و النجاحات والاخفاقات وحتى في الموت يحسب لها من الجهة او العرش او الولاية، مؤلم الذي يحدث ويجري ويتداول بين الناس وكأننا لسنا دولة واحدة ولسنا على دين واحد.
إن اللحظة الفارقة التي صنعت نجاح ثورتنا هو القرار الجامع واللحمة الواحدة بغض النظر عن اختلاف الألسن والجغرافيا وشيء من التاريخ والاصل، والأمر نفسه حين استمرت مسيرة البناء ولو على هفوات كانت تحدث . لم أشعر يومًا وأنا في العمل أو الشارع او اي مكان ما أنني في غير موطني أو أن ذاك الشخص من جهة معينه او يحسب على العرش الفلاني ولم اكن انتصر في حياتي لجهة ما وإن كانت مسقط الرأس او أيام الطفولة والشباب، وحتى في الرياضة قد اشجع فريقا يبعد عني الكثير احترامًا للعبه وتنظيمه في اطار اللحمة الوطنية، ولكن الذي يحدث اليوم مؤلم ومؤشر خطير ومدعاة للتفكك والسقوط في الزاوية الضيقة.
الذي يقرأ التاريخ يجد أن االشعوب والأمم التي سبقت على قوتها انهارت لما ضيقت واسعًا وانحصرت في رهان ضيق لايتعدى في الغالب ألسنةً وعادات بالية واصطلاحات مجهولة وجاهلة وجغرافيا الجماعة والقبيلة والعرش .
فبهكذا أساليب وافكار تتجه اللحمة الوطنية إلى الانشطار وتتوقد نار أُطفئت من زمنِ، فلِما العودة اليها؟
وفي ذلك رسالة ودعوة إلى الكل : دع عنك ما يفرق وإن اختلفنا، فما يجمعنا الكثير وفيه الخير للصف الواحد، ولايعبر موقف شخص او بعضهم عن الكل حتى وإن اساء أو أخطأ ، فلكل وزره. ( الاجندات ) الدولية تشتغل على التفكيك والتفرد بالضحايا حتى تسهل مشاريعهم، فرويدكم حافظوا على الوطن لأنه امانة الشهداء .. شهداء كل الوطن
من صفحة الكاتب