أمنيتي لعام21 في القرن21.. أحلم بوطن لا أجوع فيه

أين مني أنت...ياوطني؟ وأين أنا منك؟ وبين هنا وهناك أتمسك بجذع شجرة وأحلم بوطن أبحث فيه عن رقائق الشمس ، فجرحي غائر وعميق ومازال يتيما ، فهل من وطن يكفف دمعي ولا أبكي ويتبناني ويحفظ لي ثرى في تربته ولا أموت فيه غريبا.....

أبكيك ياعدن ، أنا لاأبكي مدينتي بل أبكي إنكسار الزيزفون فيها وكتم أنفاس الفرح وعطر الزهوروالفل ورائحة البخور... أبكي إنكسار وطن بين تشتت وضياع وتمزيق ووغى ، حيث بات في وطني يشح العطر وتزكم الانوف من روائح وظواهر كثيرة آخرها منع الشقائق وحرمانهم من حق المشاركة بالقرار وتقرير المصير في وطن  يشكلون نصفه أو أكثر فهن أكبر ضحاياه وكل الوطن ، كما يغتصب الورد وتغتال الطفولة والبسمة فيه وتظل حبيسة في غياهب السجون السرية نجهلها مضمونا وندركها شكلا وعنوانا

فمرسى الضوء في عدن بعينيك ياوطني وعلى رموشك حين تغلق الجفون ، فأنني وفي كل مساء أسمع أحلامها المستغيثة وأرى دماء ودموعا وحريقا في البحر يلتهم الاسماك والأصداف والمحميات والجزر وأسمع زمجرات رصاص طائش في زفة عروس  برئ ، تقلق مضاجع أحلامي وأنا لازلت أحلم بوطن لا أجوع فيه

أن شرايينك تشتعل وفاء في دجى ليل لست سنوات خلت ، أرى دخانها كثيفا وأترقب نهارا لأملأ بطني من جوع يهددني ولألدغ من نحلة تسقيني  عسلا وسما وتطير بحريتي على أجنحتها لكي أعبر  على جسر مصفوف بحروف لاتعرف الجوع...

فهيهات  ؛ عد يازمن بكورا حيث لاتزعجني فيه كورونا  وأحمل لصباحك ونهارك القادم ولامحاله منه ، تحية شوق للبندر العتيق الخالي من شوائب عصر الرهبة والوغى والجوع والشتات والنزوح والغربة في الوطن.....وطني المنكسر

وبين هنا وهناك أين مني أنت ؟ وأين انا منك ؟  لتلوح  بالأفق خفقة من أمل كالشمعة التي تصارع الريح في أن يكون وراء هذا الأفق حلم وأمنية

 بوطن لاأجوع فيه ؟!!