سبق وأن تحدثت في هامش هذا العنوان قبل بضعة اشهر تقريبا وها أنا أعود إلى الموضوع نفسه والعود أحمد كما يقولون. لعل الناظر الى العنوان بحيادية يجده يشبه الثوب الجديد قد يلبسه الفاسد ليدعي انه نظيف بل ليدعي انه بعيد عن الفساد كبعد ذلك الثوب الجديد من الدنس.. لم يكن الفساد وليد اليوم أو الأمس القريب, لكنه رافق الإنسان منذ ولادته الأولى, كذلك الشرفاء لم يكونوا أبناء اليوم أو الأمس بل وجدوا من الأزمان الأول وبقوا يمثلون النظير أو الند للفاسدين, وظل الفريقان على النقيض, وكان الصراع بين الفريقين محتدما ومازال وسيبقى إلى يوم الساعة لأنه صراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر , صحيح أن فريق الفاسدين هو أكثر عدة وعددا على الأرض ولكن النصر والغلبة عادة ما يكونان للشرفاء. قد ينتشر الفساد حتى يعم البحر والبر وتضيق الدنيا ـمع اتساعهاـ على الشرفاء, لكنها حتما تنفرج أخيرا في وجوههم . غير ان الفرق بين الشرفاء وبين الفاسدين, هو أن الاخير يقضي حياته في استهداف الشرفاء بكل ما يستطيع من الزور البهتان والكذب ووووو فضلا عن التآمر ونشر الأوهام ودس الدسائس ولهذا قد يستطيع الفاسد أن يخدع كثيرا من عامة الناس ولكنه ما إن يلبث حتى تظهر الحقيقة ويخسر الرهان .. إن الفاسدين يعلمون يقينا أنهم على باطل وأن حبل الكذب قصير وأنهم إلى زوال ولكن طمعهم في مغريات الدنيا وسعيهم الحثيث وراء المال والجاه يجعلهم دائما يبررون الغاية بالوسيلة أما الشرفاء فلأنهم يعلمون يقينا أن الدنيا بكل بهرجتها وملذاتها ليست دار بقاء وأن الإنسان ماهو الإ ضيف فيها فتجدهم يتحرون العدل والصدق والإخلاص في العمل ولا يحقدون على احد مهما نالهم أذاه , وينطلقون في حياتهم من الثقة المطلقة بأن الحق منتصر مهما نعق البغاه ..إن ما نلاحظه اليوم في بلادنا هو خير مثال على انتشار الفساد والفاسدين بشكل مرعب في اجهزة السلطة ومفاصلها فاصبح هؤلاء يتحكمون بكل شيىء ولا يردعهم خوف من الله أو وازع من ضمير إذ لا يدركون أن الله قادر على أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر كما فعل بقارون الذي كان جماعة من الرجال الاشداء لا يستطيعون حمل مفاتيح خزائنه أو تجبر فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى فأغرقه الله في طرفة عين مع ان الفسدة في مجتمعنا لا يرتقون لقارون أو فرعون فهم مجرد اقزام يخافون الرعد والبرق بل ترتعد فرائسهم لادنى قدرات الخالق لكنهم ينسون أو يتناسون مصيرهم الحقيقي الذي سيؤلون إليه... وصدق الله العظيم إذ قال :(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )..
الشرفاء في مرمى الفاسدين2
2021/01/08 - الساعة 10:46 صباحاً