أفظع صور التناقض الفاضح للأحزاب والتيارات السياسية في اليمن حتى تلك التي برزت بعد حرب 2015م هو التبجح بالديمقراطية والتظاهر بانها تنبذ التطرف بكل اشكاله بما فيها السياسي لتسوق نفسها بما يُمكنها من استمالة وتأييد الخارج لها، وهي في الوقت نفسه تمارس أبشع صور الديكتاتورية السياسية بحق اعضائها ومناصريها لتظهر به كسلوك متوارث للإرهاب السياسي لتبني عليه الصاق لهم التهم بالتخوين والخروج عن الخط.
أن استمرار هذا التناقض سيخلق فيها مناخا ملائما لنمو ثقافة الكراهية والعنصرية والمناطقية كما انه سيؤدي بها إلى وضع يستدعي المراجعة في سياستها وتلافي هذا القصور، والتسليم بإن الاختلاف والتباين في وجهات النظر الهادفة للبناء. سلوك لا بد من ترسيخه في ممارسة عملها السياسي.
لكن التمادي في انتهاج سياسة عدم القبول بالرأي الآخر في إطارها السياسي والعام وعلاقتها مع الآخر، ورفضها التسليم بإن التباين والاختلاف ظاهرة صحية تخدمها حتما سيضعها في مأزق وسيقودها إلى مرحلة التشظي أو الاحتظار السياسي. فلا تحلموا بالديمقراطية من تيارات تمارس الإرهاب السباسي! *من صفحة الكاتب في الفيسبوك