إختلاف أيا من القوى السياسية أو المكونات الإجتماعية مع الرئيس عبدربه منصور هادي، أمر فريد تتميز به الساحة السياسية اليمنية عن ما عداها من دول عربية عديدة تصل فيها تبعات معارضة قادتها حد فقدان المعارضين حياتهم، وفي حد أدنى قضاء ما تبقى من أعمارهم خلف قضبان زنازين المعتقعلات.
وما يروج سياسيا وإعلاميا عن فقدان الرئيس عبدربه منصور هادي لجانب كبير من عوامل القوة والسلطة، هو في الحقيقة أمر لا يعدوا عن كونه جزء من أجندات سياسية لتأليب قوى وجهات سياسية ومكونات إجتماعية محلية ضد النظام الشرعي الذي يتجسد في شخص الرئيس (هادي) وتستمد منه تلك القوى اليمنية شمالا وجنوبا شرعية وجودها، والهدف من ذلك الترويج المضلل تكريس مشاريع إقليمية ودولية تتصارع منذ ست سنوات في اليمن على إمتداد شماله وجنوبه بسبب ما يعيشه البلد من إنقلاب وحرب فتحا الباب على مصراعيه أمام الطامعين في السيطرة على ثروات اليمن، وقبل ذلك موقعه الجيوسياسي الاستراتيجي الذي يكتسب أهمية كبرى في ظل ما يشهده العالم والمنطقة من صراع محموم للإستحواذ على المواقع المتحكمة في طرق وحركة التجارة وإمدادات الوقود.
الأكيد، إن السلطة والنفوذ ذاته الذي يمتلكه رؤوساء وقادة الدول العربية، يمتلكه أيضا رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، وإن سلمنا جدلا بما تتضمنه تلك الترويجات الإعلامية القائمة على أجندات خارجية بأن ظروف الإنقلاب والحرب قد حرمت الرجل من جانب مهم من سلطته ونفوذه في الداخل اليمني، فهذا بحد ذاته إقرار بأن الرئيس عبدربه منصور هادي فقد (جانب مهم) بينما لايزال ممسكا بزمام (الجوانب الأهم) من السلطة والنفوذ والقوة على الساحة اليمنية بشمالها وجنوبها، ومع ذلك لم نسمع بمعارض للرئيس هادي قد تعرض لإغتيال أو حتى اعتقال رغم مقدرة عبدربه منصور هادي على تصفية خصومه والتفرغ لمعركته الأساسية مع المشروع الإيراني وأدواته الحوثية.
بإمكان الرئيس عبدربه منصور هادي بجرة قلم تعطيل أنشطة القوى والمكونات المعارضة لنظام حكمه والخاضعة لقوى إقليمية ودولية، من خلال إصداره قرارات رئاسية بحظرها ولن يعجز عن تضمين القرارات بإتهامات تقنع الرأي العام اليمني والإقليمي والدولي على حد سواء بجرم تلك القوى والمكونات ضد اليمن واليمتيين بل والعالم أجمع، تماما كما يتم في دول عربية أخرى يسارع قادتها في إخراس كل صوت معارض أو مخالف بتهم الخيانة والعمالة والتخريب وغيرها من الاتهامات.
وبغض النظر عن مقدار السلطة والنفوذ التي يمتلكها الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم ومدى قدرتها على تمكينه من إزاحة خصومه واعداءه من طريقه، فإن الحقيقة القائمة فعليا على أرض الواقع اليمني والتي يعيشها كل من الشمال والجنوب منذ ست سنوات هي أن التصفيات والتخلص من الخصوم بات أمر سهلا ولا يتطلب كما يحدث من قبل قادة دول أخرى تسخير امكانات الدولة وأجهزتها المخابراتية للتخلص من القوى والشخصيات الخارجة عن سلطتهم، والفضل في ذلك - وليس في الإجرام أي فضل - يعود أيضا للقوى الدولية التي أغرقت بأدواتها المحلية البلاد في مستنقع الإغتيالات والتفجيرات شبه اليومية.
أكثر من أي وقت مضى، يتوجب اليوم على كافة القوى السياسية والمكونات الاجتماعية والتشكيلات المسلحة إدراك حقيقة مشروع الرئيس عبدربه منصور هادي لإنقاذ اليمن بجنوبه وشماله، وإنهاء معاناة اليمنيين جنوبيين وشماليين، والخروج بالجميع من مستنقع الحرب والدمار والخراب إلى بر السلام، ولو كان للرجل مشروع غير ذلك لأطاح بمعارضيه وبمكوناتهم، لكن (هادي) كان ولايزال عند عهده بتحمل مسؤولية شعبه بقواهم ومكوناتهم المؤيدة والمعارضة وقضاياهم المتضادة وملفاتهم الشائكة وصراعاتهم المعقدة، ولم يلمس منه الجميع سوى حرصه على لم الشمل ورأب الصدع وإخماد الفتن بعقلانية وحكمة وتسامح الأب وليس بحسابات السلطة.
نقولها بصدق لكافة قوى ومكونات الجنوب والشمال، اختلفوا مع الرئيس عبدربه منصور هادي، الإختلاف الصحي الذي يقوي الجميع معا ولا يضعف أحدا، وإياكم أن تخالفوه، فشتان ما بين إختلاف إيجابي نابع من ضمير وطني غايته تعزيز أو تصحيح مسار مشروع الرئيس هادي لاستعادة اليمن وإعادة بناءه وإنهاء معاناة شعبه وبين مخالفة لمشروع هادي قائمة على مصالح ذاتية تضيع اليمن وشعبه إلى الأبد.
ولمن يقول الجنوب أولا.. ومن يقول الوحدة أبدا،، نقول: قبل كل شيء ساندوا الرئيس عبدربه منصور هادي باستكمال إنهاء مشروع إيران ودحر أدواته، إن لم يكن من أجل (هادي) فمن أجل أن يكون لذيكم فعليا وطن تتقاسمونه أو تبقون عليه موحدا، وتجنيب أنفسكم وعائلاتكم ومناطقكم وشعبكم من بندقية مليشيات الحوثي التي تقترب من مأرب وشبوة وحضرموت ولن تستثنى أحدا ممن ناصبها العداء يوما ولكم في (عفاش) عبرة،، فهل أنتم معتبرون.