رحم الله امي

رحلت أمي عن الدنيا عام1991م وبالرغم من مروى ثلاثة عقود  من الزمان على رحيلها ظل طيفها وروحها  تحلق فينا وفي الافق تحوم بين كل عشية وضحاها، أتذكرها وأذكرها في كل يوم واليوم وفي 21 مارس ذكرى عيد الامهات...أكتب أليها وأدعوا لها كعادتي في كل يوم وفي كل صلاة بالرحمة والمغفرة وان يسكنها الله فسيح جناته وفي الفردوس الأعلى هي وجميع أمهات المسلمين  وأسأل الله أن يجعلهن من سيدات أهل الجنة وأن يجعل قبورهن  روضة  من رياض الجنة ، ادعوا لها بأستمرار ومن فقد أمه يعرف ما أقوله وما أحسه.....

ألف رحمة ونور على أمي وعلى كل أم رحلت  وتغيب اليوم عنا جسدا لكن روحها وكل فعل لها يعيش معنا على الدوام وأطال الله عمر كل أم بيننا وسدد خطاها في تربية ورعاية أبناءها ولتضفي بظلالها عليهم، وشفى الله كل أم مريضة وعافاها.

 فالأم مصدر الحنان الأول والاخير فهي الحضن الدافئ لكل ابناءها أولاد وبنات رجال ونساء ، الأم عنوان الحياة وينبوعها التي لاينضب وهي شهادة حب لامتناهي نرى في عيونها صفاء السماء وفي قلبها سعادة الملائكة ومن صدرها نرضع الحنان اطفالا ومن شخصيتها نستمد صورة الزوجة رجال تلقنك احترام الدين والوطن والفضائل وتغرس في نفسك الاخلاق الجميلة وتبث فيك روح العواطف الكريمة...

الأم تقف وراءك وتضحي من اجلك وتبعث فيك الأمل ساعة اليأس وتوقد فيك مشاعل الحماس وتقوم بدور  البطولة في كل مراحل حياتك فكل عمل عظيم ونجاح في حياتك العلمية والعملية أساسه الأم الفاضلة وقيل أن الرجال من صنع أمهاتهم وأنها شمعة مقدسة تضئ ليل الحياة بتواضع ورقة وفائدة وأن أعظم ماتتفوه به الشفاة البشرية هو لفظة( الأم) ويقول قاسم أمين [ يكون الرجل في كبره ، كما هيأته أمه في صغره ] وقال اخرون: الملاذ الأكثر امانا هو حضن الأم ، ومستقبل الولد من صنع أمه، وقيل الكثير عن الام_ عظماء الرجال يرثون  عناصر عظمتهم من أمهاتهم ومايتعلمه الطفل على ركبتي أمه، لايمحى أبدا....  وقال أمير الشعراء:  الأم مدرسة أذا أعددتها  أعددت شعبا طيب الاعراق 

وهناك مثل ألماني يقول : (قلب الام لايشيخ ولايعجز ولايشيب ) كما قيل في الامثال الشعبية لدينا [  الأم ليست هي من ولدت وإنما هي من ربت وكبرت وعلمت]... وهو كلام منطقي وصحيح في حالات قامت أخريات بدور الأم عوضا عن الأم الحقيقة  وهذا في بعض الظروف الاستثنائية ، فهناك نساء فاضلات يبذلن جهودا عظيمة و خيرية في رعاية وتربية أطفال يتامى ومحرومين من الحنان والحب الاسري ، فينشرن البهجة والفرحة على وجوههم ويغرسن المبادئ والقيم الاجتماعية والسلوكيات السليمة في نفوسهم وهن امهات بديلات موجودات على صعيد الاسرة كالجدة والعمة والخالة ، وعلى صعيد المجتمع في كثير من دور رعاية الأطفال 

وقيل من أحترم أمه فهو كمدخر للكنوز وأن صلوات الأم الصامتة الرقيقة ، لايمكن أن تظل الطريق الى ينبوع الخير وقال أحدهم أن اعظم كتاب قراته هو أمي....

وقيل وقيل وقيل....

لكن الاجمل والاعظم ماقيل عن الوالدين هو في كتاب الله العزيز  القران الكريم وفي مطارح عديدة من آياته ففي سورة لقمان قال تعالى {{ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير(14) }}  

وفي سورة الأسراء قال تعالى {{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما(23) وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا (24) }}...، كما جاء ذكر الأم وفضلها في19 حديثا نبويا ممايدل على جزاء برها ويأتي في مقدمتها الحديث النبوي :  [[ جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من ؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك ]].....

وفي الاخير خير ما أختم به هذه الاسطر أن أقرأ الفاتحة على روح أمي وأبي وأدعو الله لهما بالمغفرة والرحمة وأن يسكنهما فردوسه الأعلى  هما وجميع  أباء وأمهات المسلمين وأمة محمد أجمعين