لعل المتابع لما يحدث في بلادنا يعمد خياله إلى كثير من الأسئلة ، أهمها : لماذا مايسمى بفيروس كورونا لايظهر في عدن إلا في الصيف الذي يصادف استقبالنا للشهر الكريم رمضان ؟ ثم لماذا يستمر هذا الفيروس إلى أن يقضي على فرحتنا بقدوم رمضان واستعدادنا لحج بيت الله الحرام ثم يختفي كأن شيئا لم يكن ؟ لقد وضعت هذه الأسئلة وغيرها على صديقي صادق الذي يعمل في الصحة بدرجة طبيب ، فضحك من تساؤلي ضحكة طويلة قرأت من فرقعتها شيئا من السخرية والتهكم ، فأدرك صادق حينها أنني قد لمست سخريته إذ أصابتني بشيء من الألم النفسي الذي لم تستطع أن تخفيه ملامحي فيما يبدو ، فعاد يربت بيده على كتفي ويقول : تعال يا أخي العزيز لنجلس في كفتيريا الخليج ونحتسي كأسين من الشاي وسوف أشرح لك أمر هذا الفيروس .... هاه دكتور صادق ماذا عساك أن تشرح لي ؟ اسمع يا أخي : نحن أمة مستكينة ، منذ أن سقطت الامبراطورية العثمانية الإسلامية ، أصيبت الأمة الإسلامية في مقتل واجتمع عليها الأعداء كما يجتمع الأكلة على قصعتهم وتقاسموها أرضا وإنسانا وبقينا نرزح تحت احتلال دول الاستكبار الغربية لحقبة من الزمن وعندما بدأت تتململ الشعوب من الظلم والقهر وشعر المحتل المستكبر بذلك قام بتوجيه مفكريه لدراسة مايجري ، فخلص الأمر إلى أن ترحل جيوشهم من بلادنا وأن يقسموا البلاد الاسلامية إلى أقطار متعددة يضعون على رأس كل قطر قزما يدين بالولاء لهم يقوم باضطهاد شعبه والتنكيل به وكذلك يجب أن لايغفل عن قتل الأحرار والمبدعين من شعبه ، وإذا ماتردد ذلك القزم عن تنفيذ تعليمات أسياده كما ينبغي يقومون على الفور بتصفيته واستبداله بقزم أكثر ولاء ...ولكن يادكتور صادق لقد توهتني ولما تجب عما أريد بعد !!! لاتستعجل ياصديقي فقد اضطررت لهذا التمهيد المفيد أما فيما يخص اسئلتك فاعلم ياعزيزي أننا أمة ميزها الله بأمرين على سائر الأمم : حج بيت الله الحرام وصيام شهر رمضان ؛ الأول يجمعنا في ميقات زماني ومكاني لانستطيع أن نتمايز فيه على بعضنا شكلا ومضمونا ، والآخر ننفذه برقابة إلهية مباشرة من الملك الأعلى وفيه نظمأ ونجوع فنشعر بمعاناة الفقراء والمحتاجين ، وفي هاتين الشعيرتين يكمن توحيد الأمة وتكافلها ... وبعد أن اخترقت دول الاستكبار الغربية معظم الطقوس الدينية لأمتنا أو أفرغتها من مضامينها بقيت عاجزة عن تلك الشعيرتين ؛ لذلك سعت لتحقيق أمرين : الأول قتل الفرحة في قلوبنا بقدوم رمضان الأمر الذي يجعلنا بمجرد أن نسمع برؤية هلال شهر رجب نبدأ نرتجف رعبا من قدوم شهر رمضان الذي يرافقه فيروس كورونا القاتل فننسى روحانية الشهر الكريم وبركته وهذا مانحن بصدده مع أنك لو لاحظت مايحصل في بلادنا لأدركت أن الله جل جلاله قد جنب بلادنا هذا الفيروس وأن مايحصل في الصيف إنما هو تكاثر البعوض الأمر الذي يعرضنا لكثير من الحميات القاتلة ، وإذا ماعدنا إلى العام الماضي فإننا عندما قمنا بضخ الدخان المكون من مادة الديزل في الأحياء قضي على كثير من البعوض وتعافى الناس من الأمراض في بضعة أسابيع أو شهور ولو سمح لنا بفعل ذلك هذا العام لأصبح وضع الناس الصحي أفضل بكثير . أما الأمر الآخر فهو حرمان المسلمين من تجمعهم السنوي الأكبر في الحج تحت ذريعة انتشار الفيروس في جموع الحجيج فهانحن في عامنا الثاني نمنع من إقامة شعيرة الحج ... وهذا غيض من فيض من أهداف دول الاستكبار ... زدني ياصديقي فلحديثك متعة ومنه فوائد !!! كذلك ياعزيزي يريد الغرب من أمتنا أن تضخ مالديها من سيولة لشركاته العملاقة ، فمن ذلك اللقاح الذي أنتجته الشركات الغربية فهاهي إحدى الدول تأمر مواطنيها بالتبرع بمئات الملايين من الدولارات لشراء اللقاح للفقراء . والحقيقة ليست من أجل الفقراء ولكنها أمرت بجمع أكبر قدر من المال لشركات الأسياد في الغرب المستكبر ...بل وأهم من ذلك ماسمعته الليلة عبر شاشات التلفزة أن السلطة في دولة أخرى سمحت لمن يحصن نفسه بتناول اللقاح لمرتين أن يحج بيت الله الحرام مع تأكيد كثير من الأطباء الغربيين أنفسهم على الأخطار الناجمة من تناول هذه اللقاحات ، وهذا ليس من أجل إحياء شعيرة الحج أو سلامة الحجيج كما يخيل لبعض البسطاء وإنما لضخ أكبر قدر من أموال المسلمين لخزائن الشركات الغربية وهنا قد تحظى هذه السلطة بالمركز الأول في تحصيل الأموال لخزائن شركات الأسياد ....هذا شيء ياعزيزي مما يطفح به الإناء وماخفي كان أعظم .....
رمضانيات1
2021/04/27 - الساعة 06:05 صباحاً