كورنيش الموت! 

لم أكن أرغب في الكتابة حول هذا الموضوع،  حتى لا أكرر ما تناولتهُ من قبل عن الحل الجذري لإنقاذ أرواح الشباب من حوادث الغرق في كورنيش الشيخ عبدالله بزنجبار، إلا بعد أن طفح الكيل وزادت أعداد الضحايا وأصبح (كورنيش الموت). إذ لا يمر عيد أو مناسبة أو رحلة مدرسية أو أي نشاط سياحي يقوم به الشباب لزيارته إلا ونسمع خبر صادم عن حادثة غرق مؤلمة أودت بحياة عدد منهم أثناء ممارسة السباحة فيه، حتى يجن جنون البقية الناجين والعودة لمنازلهم ومعظمهم ترك هواية السباحة نهائياً..! وما أن يعاود آخرون زيارته نسمع خبر عن حادثة غرق جديدة وهكذا الحال عند كل زيارة له. المؤسف أن مع تكرار الحادثة يتكرر إهمال السلطات المختصة في محافظة أبين للقيام بواجبها الأخلاقي والإنساني والمهني تجاه المشكلة، والبحث عن جذرورها بضمير انساني يضع حدٍ لإزهاق أرواح الشباب، والملفت استمرار اللامبالاة من قبل السلطة المحلية وإعادة نفس التوجيهات السابقة كإطلاق التحذيرات أو توفير قوارب وقواصين للانقاذ ..الخ. فهل يعتقد سيادة الأخ محافظ أبين أن هذا  الإجراء هو الحل للمشكلة؟  لم يكُن التعامل الذي قام به الأخ محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين في حادثة الغرق الأخيرة أو الحوادث السابقة هو التعامل المأمول والمنتظر منه، حتى إذا افترضنا إنه مؤقتا فهذا لا يكفي! وهنا أجد نفسي ملزماً لسؤاله، هل الموقع الجغرافي الذي تم اختياره لإقامة مشروع  كورنيش الشيخ عبدالله مناسباً وآمناً من حيث طبيعة وعمق البحر وخلوه من التيارات المائية وملائمته لممارسة السباحة بأمان؟ بالرجوع للدراسة التي أُعدت لإقامة المشروع يمكنكم أن تجدوا الإجابه المقنعة والمساعدة لكم في إيجاد الحل الجذري للمشكلة، هذا إذا كانت فعلاً أعدت دراسة فنية حول ملائمة الموقع وصلاحيته طبيعياً لتنفيذ المشروع. إن التوجيهات التي أصدرها الأخ المحافظ عقب حادثة غرق الشابين في عيد الفطر المبارك بتوفير قاربين وتكثيف التحذيرات وجملة من التدابير الاحترازية لا تكفي!  إلا إذا كانت طبيعة وعمق البحر والموقع آمنة ومناسبة لممارسة السباحة، أما بدون هذا سيبقى كورنيش الشيخ عبدالله (كورنيش الموت).