دعوة للكرامة  ؟!

أن أكبر معنى للكرامة وحرية أي شعب هو أستقلالية أرادته ، هذا الاستقلال لا يتأتى بغير أعتماد هذا الشعب على نفسه الى حد كبير في كل مايخصه ويخص حياته ويؤثر فيها.. عندما ينتج أي شعب طعامه يكون قد خطا خطوة كبيرة نحو أمتلاكه لأرادته...وعندما يطور ويوسع أي شعب مجالات صناعاته يكون قد خطا خطوة كبرى نحو أستقلاله الحقيقي وتدعيم حريته. وحينما يمحي أي شعب أكبر قدر ممكن من أميته يكون قد خطا خطوة عظمى في طريق وعيه وبالتالي نموه ونهضته وتطوره وأزدهاره....

تأثرنا وجرحنا وغضبنا ونزحنا وسفكت دماءنا بدون ذنب ...وبما حدث خلال سنوات الحرب من دمار وخراب  وتمزق وفرقة ، فأن  ماحدث  في هذه الفترة هو أمتهان لكرامتنا جميعا _دون أي  تحرك فعلي وواقعي ومنطقي نحو حل مشاكلنا بصورة ذاتية....لن يفيد

عبرنا عن سخطنا وغضبنا ورفضنا بماحدث ويحدث بما فيه الكفاية...والان حانت ساعة العمل ، دقت ساعة الصفر...اليمن لاينقصها شئ لكي تنهض من كبوتها دون معاونة أحد ، فقد سبب المعاون المزيد من المعانات وخيبات الامل وعمق الفرقة ، فقد أتضحت المعاونة ماهي الا المحافظة على مصالحه وحساباته هو....فأصبحوا بالنسبة لنا خصوم جددوا خصومتهم حين حصلوا على الفرصة....وأمتهنت كرامتنا جميعا وأتحدى من لديه تحليلا اخر  يصب في هذا التعاون الهزيل والمهين

فلدينا من أصحاب العقول والحكمة ، كما أننا نتمتع بأرض زاخرة بالعطاء وما أغنى أرضنا ، لدينا من المقومات والمواد الاولية اللازمة لقيام أكثر أو معظم الصناعات..وماأكبر حجم الطاقات...نحن نتكلم هنا عن أحتياطيات للعالم ، وماأكبر حجم الطاقات البشرية الخلاقة القادرة على العمل والانتاج ..ولدينا من المناخات المتنوعة والمتعددة في كل البقاع اليمنية الطاهرة.....ولدينا...ولدينا الكثير حين تسخر وتنظم من اجل البناء والأزدهار والخير...

ويبقى شيئا  واحد مهم لكي تكتمل دعائم نهضتنا وحريتنا الحقيقية ، هذا الشي هو أرادة العمل والبذل والتضحية والعطاء المتواصل اللامحدود والاقتناع والادراك الكامل بأن اليمن باتت مهددة في حريتها وكرامتها شمالا وجنوبا سواء الان أو على المدى البعيد ، وأنه لابد من الذود عنها بكل ما أؤتينا من قوة وأمكانات ،

[ يدنا معكم  في النار وليست في الماء ]

أقولها لكل من سيحاول أن يشكك في وطنيتنا وأنتمائنا الكبيرللوطن...وخصوصا من يجيدوا التصنيف وتوزيع التهم دون أدراك للخطر الحقيقي الذي تعانيه وستعانيه اليمن لسنوات قادمة وخصوصا المفبسكين وتوابع دول الجوار والطفرة النفطية برمتها ولا أستثني احدا منهم ...ولنؤجل كل الحسابات الخاطئة ولو مرحليا أذا كان يعتقد صاحب القرار على الأرض ..أنهم سادة وأصحاب قرارات وطنية منطلقة من ضما ئرهم الانسانية...

الوطن بشطريه...ذاهب بألا عودة... فكرامتي من كرامة بلدي سواء كنت فيها أو خارجها ، فقد وصلت الامور الى نفق مظلم ودون أفق واضح للجاهل حتى في الاعيب السياسة على حساب ملايين الغلابة عامة هذا الشعب العظيم الذي يستفز صباح ومساء وفي كثير الاحيان الى حد التجويع والابادة الجماعية وبأشكال مختلفة.....

سيظل الوطن تحت أي شكل ومسمى وجغرافيا....دائما في القلب والعقل والغيرة عليه وعلى صورته وسمعته تضعنا في مواقف صعبة قد تصل الى الشتيمة والصدام وردود فعل ممن لايقرأ مابين السطور وغالبا مايكلفنا تضحيات لاداعي للخوض في شرحها ، لكننا نتحملها ونتقبلها بكل فخر واعتزاز هنا...ونحن نخوض  المأساة والنكبة والحرب المدمرة  في قلب الوطن.. 

نحن نخاطب ذوي الالباب والنخوة الوطنية وأصحاب الرؤية والعقدة والحل وهم موجودون نعرفهم ويعرفونا...رجال عز ومجد ووطن....وليتأكد للجميع أننا مع من يريد صناعة فجر لعهد جديد خالى من الظلم والظلمات وسنضع أيدينا  في أيديكم اليوم وغدا وبعد غد....

ونحن جميعا أبناء لهذا الحضن الكبير...ولكل منا دوره الذي لابد أن يؤديه ..فلاتهميش ولا أقصاء  ولا أبعاد لذوي الرأي عند من يريد وطن عزيز وحر.... وفي الاخير صدقوني...لازلت أؤمن بأن الحل لكل مشاكلنا والبداية الحقيقية لها يجب أن تكون  في الوطن ومن الوطن ومع الوطن ونعتمد على أهله جنوبا وشمالا ، وأن مانحن فيه الان لايعد فرصة على الأطلاق بل سلسلة من الضياع المتواصل وكأسنان منشار حاد وجائر يقطعنا عند كل باب نفتحه...لحل قضيتنا الجوهرية المعروفة من سنوات والتي لازالت مستمرة والتي لازال نظام النجار يعاديها الى اليوم بأبتسامة عريضة وتحت سقف الضيافة والرعاية المهينة..... لذا فأنني أبعث من صميم قلبي لكل حر في هذا الوطن دعوة للكرامة ؟!