عندما تدخل السفارة اليمنية بالقاهرة أو القنصلية تشعر انه مازال لدينا دولة ورجال دولة يحافظون على بقاياها بعد ان مزقت الانقلابات والصراعات والطائفية والمناطقية دولتنا وحولت الحياة فيها الى جحيم ..
لنكن منصفين ونتحدث عن الايجابيات كما تحدثنا كثيرا عن السلبيات وذلك حتى نعطي الناس حقهم من الانصاف ونعزز الجوانب الايجابية ونطرح معالجات للجوانب السلبية ..
كثيرون من ابناء اليمن القادمين من الداخل فقدوا معنى الاحساس بوجود الدولة، ولكنهم مجرد ان تطأ اقدامهم مطار القاهرة باعتباره المنفذ الوحيد لنا حاليا الى العالم يشعرون بمعنى الدولة الحقيقية والنظام والقانون من خلال التعامل مع سلطات مطار القاهرة الدولي اولا ..
وعندما يقوم احدهم بزيارة اضطرارية لسفارتنا او القنصلية بالقاهرة يلمس الجميع حضور دولتنا من خلال مجموعة من رجال الدولة الذين يؤدون اعمالهم بتتفاني واخلاص ومحبة دون تفرقة او تمييز ..
والسبب بسيط جدا .. لأن على رأس هذه السفارة رجل دولة حقيقي هو السفير الدكتور محمد مارم الذي فتح ابوابها ومكتبه برحابة صدر لكل اليمنيين دون تمييز ، واقترب من الجميع ، وانتقى عناصره جيدا وراقب اعمالهم وصححها وقومها فبات الاداء والتعامل المتعلق بالجمهور من الاحسن الى الافضل ..
لن تشعر بالمناطقية ولن تشعر بالتمييز او الاهمال ، وكل مسئول منهم يتعاطى مع قضايا ومتطلبات ابناء الجالية او الزائرين اولا باول وتسهيل للاجراءات ، وبإمكان اي مواطن ان يقابل اي مسئول معني بالسفارة في اي وقت ..
حتى القنصل تم وضع مكتبه امام الجميع والوصول اليه متاحا بدون واسطة او سكرتارية أو مواعيد مسبقة، وتجده دوما محاطا بالمواطنين اصحاب القضايا او المعاملات ليتم حلها وانهاءها بسلاسة ..
لن تجد من يمنعك من دخول سفارة بلادك او قنصلينها الا لإجراءات امنية او تنظيمية احيانا او تفاديا للزحام ، لن تبحث عن موظف او مسئول ولا تجده خلال اوقات الدوام الرسمي الا لو كان عدم تواجده اضطراريا فتجد من ينوبه بكل كفاءة ..
حتى الموظفين من غير الجنسية اليمنية والذين يقومون بأعمالهم في خدمة الجمهور والتعامل المياشر تجد منهم كل تعاون وترحاب ..
كلمة حق نقولها في حق منتسبي السفارة والسفير الذين يعملون بصمت وتفان واتقان واخلاص في محاولة لتقديم الافضل وتمثيل اليمن التمثيل المشرف رغم قلة الامكانيات وزيادة اعداد اليمنيين في السنوات الاخيرة بصورة مهولة تتجاوز حدود وقدرات السفارة وامكانياتها ..
لن ادعي كمال السفارة ولكن كل الامور فيها جيدة الى اعلى حد بما يمكن القول ان انها رمز لاستعادة الدولة وهيبتها ، وهناك جهود طيبة تبذل على اعلى مستوى لاجل ذلك ، لا ينكرها الا جاحد أو مغرض ..
البعض قد يكون لديهم وجهة نظر اخرى أو ملاحظات وهذا لا يمنع من طرحها لمعالجتها ان وجدت ، بعيدا عن لغة الشتائم والسب والاتهامات الباطلة والتأويلات المسيسة ..
ولا اقول ان ذلك فضل ومنة من احد على ابناء اليمن ، وهذا بطبيعة الحال واجبهم ، غير انه في ظل دولة ممزقة مشتتة ووطن يحترق بالانقلابات الدموية والتبعية والاجندة الخارجية والصراعات والحروب ، وفي ظل ما نسمعه عن مشاكل واشكاليات واهمال ومعاناة لليمنيين على ابواب سفاراتنا في دول اخرى ، فإن الحفاظ على هذه الصورة الطيبة لسفارتنا بالقاهرة يعد انجازا طيبا يجب ان نحافظ عليه ..
فسفارتنا مظلة لنا جميعا وقوتها قوة لنا جميعا وأي محاولة لإضعاف دورها او نشر الاشاعات والاكاذيب حولها هو اضعاف لنا جميعا ..
لنقف جميعا الى جانب سفارتنا عنوان الدولة الحقيقية التي نريد استعادتها ونترك صراعاتنا وخلافاتنا جانبا فنحن نعيش في المهجر بعيدا عن بلدنا في ظروف صعبة على الجميع ..
ولا أنسى تسجيل جزيل الشكر والتقدير والامتنان لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا على تحملهم لاعباء استضافة كل هذا العدد من اليمنيين بكل مشاكلهم وتناقضاتهم وحتى صراعاتهم التي يصر البعض على نقلها الى هنا ..
ويتوجب علينا ايضا احترام قانون ونظام هذا البلد العظيم الذي يأوينا اليه بكل محبة وترحاب حتى نحصل على معاملة وامتيازات افضل وهو الدور الذي نامل ان تكثف السفارة جهودها الدبلوماسية اكثر مع الجانب المصري ..