الصداقة شيء رائع و جميل كانت و مازالت و ستبقى عنوانا يجمع و لا يفرق إلى ما شاء الله ..
باعد بيننا الوقت ، فبدأ الشكل ، مناطق و جزر متناثرة تستثير الشفقة ..
لا تعلم عن أحد شيئا ، لا تعلم عن نفسك شيئا ، غياب يستطيل غربة تأخذنا للمجهول ..!!
كلنا نفهم بعض ، و ندرك نوايا بعض ، لكنه الإنشغال بمتابعة أيامنا الضائعة هنا و هناك ، تلهيك عن التذكر ، و تمنع عنك فرصة إلتقاط الأنفاس ..
لا فرق بين مدينة و مدينة ، بلاد و بلاد ، فدوامة الحياة واحدة ، تختلف بالشكل فقط ، لكنها في الأخير طاحونة ، تطحنك كما تطحن الآخرين ، و أين ما كانوا ..
هي في الأخير ، محصلة تباعد و غياب غير محبب . لكنها واقعة تطيح بكل المشاعر المتبادلة ، أو بالأصح تجفف تلك المشاعر إلى حين ..
كلنا نتشارك بها ، أي بغربة الغياب ، لنفس السبب ..
فحين تلمح اسم صاحبك ، تغيب في اللحظة أكثر ، و تتذكر إن لك من الأصحاب الكثير ، كانت لهم في حياتك بصمة رائعة ..
أصحاب كثر ، لهم في مجمل حياتك أياد بيضاء ..
أصحاب كثر ، لهم في حياتك كم فكرة سوية ، أنارت لك الدرب ، و بسطت أمامك مسالك الخير ..
أصحاب كثر ، كان لهم أثرا طيبا ، أثرا باعثا للحياة ، بمشاعرهم الطيبة ، و بملمح الحكمة التي وهبوها للآخرين دون مقابل ..
باعد بيننا الوقت ، و أستطال غربة توصم أيامنا بالجفاء غير المقصود ، فلا عزاء إلا أن نحاول تكتيف هذه العزلة ، قبل أن تحتل صحراء النفس تماما ، لابد من فتح نوافذ الأمل مرة أخرى بإتجاه كل الأصحاب ، لابد من إرسال الإشارات الإيجابية ، تجاه بعضنا البعض في هذا الزمن الجاف ..
باعد بيننا الوقت و أطل من شرفة اللحظة بلسان حال ، ليس لنا فيه أكثر من هذا الغياب غير المقصود ..
تحياتي لكل الأصحاب الذين أنقطعت عنهم طيلة الفترة السابقة ، و لا أبرر لنفسي هذا الإنقطاع ، و لهم صادق التمنيات و الأماني الطيبة بيضاء تتحقق ، دمتم بخير جميعا ..