عرفته كما عرفه غيري ، أستاذا جليلا وعميدا فاضلا حفر أسمه بحروف من نور لثلاث سنوات خلت في وجدان جيل كامل من الطلاب والمريدين في كلية المجتمع في عدن ، لم يتسول يوما الشهرة على أعتاب مانحيها هو مؤمن بدور العلم والمعرفة والثقافة والادب كرسالة حياة ويدفع بطلابه للاقتداء بسيرة العلماء والابطال الافذاذ بالتاريخ العربي القديم والمعاصر...
فهو لم يسر يوما كالكثيرين في مواكب وكنف ذوي النفوذ والسلطان وظل رغم مايعصف به من أهوال منذ البدايات التكوينية صلبا ومترفعا وطودا شامخا ولعل روايته ترنيمة فارس خير دليل على ما أقول...فهل عرفتم من هو؟
ذلك هو الاستاذ الجليل الدكتور عوض احمد العلقمي عميد كلية المجتمع في عدن ، الرجل الذي يؤمن إيمانا راسخا أن الانسان الحر هو ضمير عصره وأن العلم مسؤول عن إيجاد صياغة أفضل للوجدان البشري وعندئذ يمكن للحياة أن تشرق بأمل جديد وكثيرا مااصغي له وهو يردد أن العلم والمعرفة والثقافة والادب مرادفة للعمل فرجل العلم يجب عليه أن يتفانى في دراسته وعمله صابرا مثابرا حتى اخر عمره بحثا عن الحقيقة ذلك هو شرف العلم والعالم( المعلم ، الطبيب ، المهندس ، المبتكر.. والمبدع...الخ ) وذلك في العديد من الانشطة الداخلية و الندوات والمحاضرات والفعاليات التي نظمتها كلية المجتمع وكانت في ضيافتها ورعايتها ومنها أنشطة للمجتمع المدني لجمعيات ومؤسسات متنوعة ، وماعليك إلا أن تصغي لمحاضرته وكلماته الزاخرة بالبلاغة والشعر والأدب والأمثال الضاربة في جذور التاريخ العربي المشرف قديمه وجديده وكيف لا وهو أستاذ مشارك في الأدب والشعر العربي والإسلامي بجامعة عدن ، فهو يمنحك خلاصة القول المفيد ويختار كلماته بعناية شديدة نحن نفتقدها في هذا الزمن في الخطاب والحديث وقد لاتجد وصفا لها سوى أنها تعبر أنك امام طود شامخ من العلم والثقافة والأدب وكنزا في الإبداع والعطاء والعمل
وحينما يذكر امثالا لأبطال في التاريخ والعلم والأدب والميدان تفهم وتدرك تماما ملامح نضاله في وجه اعداء النجاح والعلم والعمل والأمل ومع كل هذا فهو يعاني الجحود والنكران ويواجه الأنواء شامخا عظيما وينصح طلابه وتلاميذه في الحياة خارج الكلية بكلمات اعتبرها خالدة لاتمحى من ذاكرة الانسان....حين يقول لاتسمحوا لانفسكم باليأس بأي عمل تقوموا به، بل قولوا لأنفسكم ماذا فعلت لزيادة معرفتي ومعلوماتي وعندما تنجحوا خطوة بخطوة قولوا .....ماذا فعلت من أجل وطني ؟ إلى أن تاتي ساعة التي تشعرون فيها بأنكم شاركتم في عمل شيء خدمة للمجتمع والأمة وسواء نجحتم أم فشلتم ، فسيكون بوسعكم عندئذ أن تقولوا بضمائر مستريحة لقد بذلنا مافي وسعنا....وهو بهذا يعطيك إشارة وبشارة أمل...
الدكتور عوض احمد العلقمي عميد كلية المجتمع يؤمن بكرامة الانسان ويحاول قولا وفعلا تحقيق الفرص العادلة وتكريم العامل البسيط قبل المهم في الكلية ويحظى بحب العاملين والطاقم الاكاديمي والإداري وطلاب الكلية وهو طراز نادر لأحد هؤلاء الذين يفنون حياتهم تحقيقا لمبدأ رفيع وعظيم ، فهو يؤمن بكرامة العلم والعمل ويحاول تحقيق الفرص العادلة أمام الجميع للنبوغ لتكون الكلمة العليا للكفاءة وحدها وليس للمحسوبيات والوساطات وقد خاض بهذا حربا ضارية ضد حملة القماقم أعداء النجاح وقد عانى منهم أستاذنا الجليل ومن تلك الصغائر التي تحكم النفوس الضعيفة حياكتها حول رجل يعمل يريد للحق أن يرى النور رغم بطش أهل الظلم والظلام
وأستطيع أقول إن هذا الجو البغيض الذي لمسته من ذلك النفر كان له أثر حين لمسته على حالة إصابة الرجل في وقت معين بالإحباط الطفيف الذي لم ينل منه ولم يظهره وذلك بسبب الرصيد الضخم الذي يمتلكه الرجل من الصبر والإيمان والبذل والعطاء الذي يفخر كل من يعرف أستاذيته ، ولكن هذا هو قدر النفوس المرهفة والضمائر اليقظة في معاركها مع أصحاب الوهج والبريق الذي يشيع غمام المصالح الطاغية في نفوسهم شمس الفضائل الغاربة الى مثواها في مقبرة الضمير الإنساني !
الدكتور العلقمي قيمة وقامة علمية وأدبية وثقافية وإنسانية وهو مؤمن بأهمية العلوم في الحياة ويرى ان المجتمع الذي يخلو من المؤسسات العلمية المتطورة لابد أن يكون نهبا للتخلف والضياع ومن هنا جاءت تحركاته ودعوته للاكثار من المعامل المطورة وتزويد القاعات للكلية بما تحتاجه وبجهود خارج الميزانيات التي تفتقدها الكلية وذلك من خلال منظومة العلاقات العامة للرجل المعلنة ووفقا للمتاح ومن خلال تسخيرها لخدمة الكلية والعلم وطلابها الباحثين الذين يدفعهم الأمل المقدس للبحث العلمي مع سعيه الدؤوب بتزويدهم بكافة الوسائل التي تكفل لهم النجاح في بحوثهم وابتكاراتهم الخلاقة ، وأقولها بصراحة فالرجل لازال لديه من الطموح مايجعله يحقق المزيد لبناء كلية المجتمع الصرح العلمي والفني في عدن...نأمل إسناده ودعم ميزانية الكلية وتكريم الرجل على دوره المحترم جدا في التطوير
فسلام للعميد الفاضل _ والأستاذ الجليل والدكتور الإنسان عوض أحمد العلقمي الذي صمد أمام أشد المعاناة خلال مسيرته الحياتية والإبداعية والعلمية من ذلك التناقض الصارخ بين العلم والثقافة والتقدم ، وبين الطبيعة المحزنة للعلاقات الانسانية والقوى فاقدة الإحساس التي تحاول أن تتحكم في مصائر الناس وتهمش المبدع والناجح ، كما كانت تتحكم في الأزمنه الغابرة رغم الانتصارات العظيمة التي حققها ويحققها العقل البشري في شتى ميادين العلوم الفنية والإنسانية
فمتى يكرم العلقمي هذا الطود الشامخ والمنار الثقافي والعلمي من قبل المختصين في الدولة والمنظمات العربية والاقليمية والدولية ومن المجتمع المدني ومؤسساته الوطنية المختلفة... دعوة مجتمعية لتكريم عميد كلية المجتمع في عدن