خاض ابناء عدن خاصة، حرب شرسة ضد الحوتعفاشيين في كل شارع و زاوية من عدن، أبناء عدن (اصحاب التمبل) كما كان يطلق عليهم عفاش، الشباب "المأنتك" المسالم، في لحظة الجد والحسم تحولوا الى اسود هائجة، وبراكين غاضبة، رافضة الذل والمهانة والاستقواء بالسلاح الذي كان يمارسه غزاة المدينة من اوباش الحوتعفاشية القذرين.
عندما زاد الوضع عن حدة وتجاوز كل حدود الاخلاق، وبدأت لغة البنادق واصواتها تعلوا مهددة أمن وسلامة مدينة عدن وابنائها وساكنيها، وبدأت رصاصات الموت تخترق جدران المنازل وتقتل الابرياء فيها، خرج اسود عدن ابطالها من كل مكان لمواجهة آلة القتل والدمار التي تهدد عدن المدينة واهلها وناسها.
شباب عدن لم يحملوا السلاح ولم يقاتلوا من قبل لانهم عاشوا وتربوا على المدنية و السلم محبين للامن والآمان، ليسوا جبناء مستسلمين كما كان يظن عفاش وغيره من قرود القرى الذين لا يعرفون من المدنية الا اسمها.
هؤلاء الشباب المدنيين المسالمين فجأة تحولوا الى اشرش مقاتلين في الميدان، مدافعين عن ارضهم وعرضهم، ضربوا اروع الصور البطولية في القتال والاستبسال من اجل تحرير ارضهم مدينتهم عدن، وكانت صفعة مدوية وصدمة غير متوقعة افقدت زعيمهم عفاش السيطرة على نفسه وصاح في وجه القادة العسكريين قائلا: "ماقدرتم لاصحاب التمبل العدانية، والله اني مش (مصطج)".
فعلا كانت الصدمة كبيرة مؤلمة وغير متوقعة ان تتحرر عدن بيد ابنائها العدنيين بمختلف اطيافهم، وبدأت الخطة(B) للانتقام من هذا النصر المؤزر وتحويله الى هزيمة، ومعاقبة عدن وابنائها على ما اقترفوه من ذنب التحرير، فبدأت خيوط اخطبوط المؤامرة تنسج بحنكة بالاستعانة باحدى دويلات التحالف" الامارات"، بمباركة سعودية خفية، فشَغَلت آلة القتل لاغتيال أبناء عدن الشرفاء وعلى رأسهم رجل الحرب الاول صانع الانتصار والتحرير ابن عدن القائد العسكري الشهيد بإذن الله جعفر محمد سعد، حتى يصفو لهم الجو تماما لاستحضار مرتزقتهم من قرى الريف الجنوبي.
ومن جبال قرى الضالع اتوا بعيدروس الزبيدي وشلال وغيرهم من المرتزقة، ومكنوهم من عدن كحاكمين آمرين فيها، وأنشأوا مليشيات عسكرية جهوية، ومجلس انتقالي لحكم الجنوب بشكل عام، واتوا بطارق عفاش ومنحوه احد المعسكرات، لاعادة تجميع وترتيب وتدريب العسكريين العفاشين، بعد ان تم طردهم وتحرير المدينة منهم، وزي ماقال المثل الشعبي:"خرجناهم من الباب، رجعوهم من الطاقة".
وبدأت مليشيات انتقالي الامارات بقيادة عيدروس الزبيدي تستولي على كل شيء في عدن، احتلت المؤسسات والمنشآت الحكومية، نهبوا اراضي وبيوت المواطنين، دمروا كل شيء، نشروا الفوضى والبلطجة والقتل، فحل الخوف محل الامان، ودمروا البنية التحتية، ضاعت الخدمات وتحولت المدينة عدن الى خراب و "زريبة" للحمير والقرود المسلحين.
هكذا انتقموا من انتصارات عدن وبطولة ابنائها، فحاربوهم في حياتهم المعيشية و الوظيفية، اصبحوا أبناء عدن الشرفاء موزعين بين قتلى ومرضى و مشردين في الخارج ومسجونيين في زنازين الامارات في عدن وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الامارات.
الآن تجد قرود القرى من مليشيات انتقالي الامارات يستولون على بيوت واراضي مواطنين ويرفضون الخروج منها وتسليمها لاصحابها، ولم يمر يوم لم نسمع فيها معركة بينية بين فصائل مليشيات انتقالي الامارات يتقاتلون على ارضية هنا او هناك، ملك عام ام خاص، فقط ينهبون اراضي عدن، حتى الجبال نخروها واستولوا عليها، انهم يدمرون المدينة ويبطشون ويعيثون فيها فسادا، فخلال ست سنوات دمروا عدن اكثر مما فعل عفاش وعصابته خلال 25 عاما من حكمه لعدن، شكراً امارات الشر.