في أحداث يناير ٢٠١٨واغسطس ٢٠١٩م آلتي دارت رحاها في عدن بين الانتقالي والشرعية كنت أنا ومحمد النقيب الناطق الرسمي لقوات الإنتقالي العسكرية في منزل العميد الركن الخضر صالح مزمبر مدير دائرة شؤون الافراد بوزارة الدفاع المجاور لمنزل عطر الذكر السياسي المناضل الحر أحمد الميسري ومعنا مجموعة من القادة العسكريين والجنود والضباط.
كان يومها محمد النقيب مرافق إعلامي لقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن محمد المتواجد في بيت الميسري. وبينما كانت حمم الرصاص من المعدلات والدوشكا وغيرها تنهال بيسارنا ويمينا كان النقيب يحدثني بصوت منخفض يبدو أن الموت اقترب منا أما برصاص الانتقالي أو اللي هنا ويقصد أصحاب أبين قلت له اهدى الأمور طيبه هولاء اطمئن منهم أبتسم وفرح وقال اكلمك لاني عرفت مواخراً أنك اصلك يافعي وبصراحة شعرت بأمان بوجودك..
حسنأ انتهت أحداث يناير ٢٠١٨ .وكلما ألتقي محمد النقيب في ديوان القائد فضل حسن وأماكن أخرى يعيد ذكريات ذلك اليوم المشؤوم ويقول حيا اليله حيا بن مقراط عموماً ألنقيب مازال حيا ينخط ويشخط ويصرخ كناطق للقوات العسكرية للانتقالي وعشرات القادة والضباط شاهدين وسألوه إن كان في روايتي زيادة أو مبالغة.
ذكرت هذه الواقعة عن اصاله وتاريخ أبين بعد سماعي أقدام أمن محافظة شبوة باعتقال قيادة المجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت من الحاجز العسكري بنقطة الخيبه بئر علي والذي ادنته في حينه قبل الإفراج عنهم لاحقاً . وقلت في أبين يمر الخصوم بسلام وأمان من الإنتقالي والشرعية وغيرهم دون ان يعترضهم جنود النقاط التابعة لسند الرهوه وعبدالله الصبيحي وابومشعل ومحمد العوبان وعبدالقادر الجعري وسيف القفيش ويوسف العاقل وغيرهم من قادة الشرعية في أبين بعكس الخوف الذي يعتري السياسيين المعارضين أمام نقاط الانتقالي الأمنية في عدن ولحج والاجزاء القليلة المسيطر عليها من أبين وبالمثل يشعر بالقلق والخوف في شبوة.من النقاط الأمنية. فقد حدث العام الماضي أن استوقفتني نقطة بعد خروجي من عتق متجه أبين. واعطبت جندي القوات الخاصة بطاقتي وبقي يتفحصها طويلاً .قلت هذه هويتي وتعريفي رئيس صحيفة الجيش .قال لا تتكلم ولا بافتش تلفونك. استغربت من عنجهية الجندي الذي يمارس عقلية الحوثيين. فناديت أين مسؤول النقطة فسمعني واجاب وحين لاحظ بطاقتي تفهم وسمح لنا بالمرور .
وبالعودة إلى أبين فهي متنفس الأمان والاطمئنان خاصة وبالعكس رغم مخطط النظام السابق بتحويلها إلى مسرح لصراع وتجييش العناصر المتطرفة لتنظيم القاعدة للاستيلاء على مدنها في العام٢٠١١م إلا أن ارثها التاريخي منع ذلك واليوم مازالت عقلية التحريض تواصل ماكنتها الإعلامية واليتها العسكرية لضرب أبين في سياسها الأرض المحروقة وبالعكس رغم أن أبين تدفع الثمن بالمقابل تبقي شوكة الميزان وخاصرة الجنوب ومعقل القيادات السياسية والزعامات الوطنية التاريخية.وليست حاضنه للإرهاب كما وصمها الناشط صابر صبيره الذي كان يمتدح بالأمس نفس وانفتاح قياداتها واتساع صدورهم ليعود اليوم الإساءة إلى أبين وتشويه تاريخها واتهام أبنائها بالتعايش مع الإرهابيين ارضاءً لواقعة الجديد الذي عاد إليه وكسب الثقه مجدداً.
نكرر أبين شوكة الميزان وخاصرة الجنوب وخاصرته. من أبين تعود الأوضاع إلى نصابها ومنها إعادة وهج التسامح والمحبة والتصالح ولم الشمل والشراكة وقبول الآخر.. اذهبوا إلى أبين ستجدون موطئ قدم لقبائل يافع في لودر وموديه والوضيع وامعين وشقرة زنجبار.منذ مئات السنين يتعايشون ويمارسون أعمالهم بحرية مرفوعي الرؤوس.لايشعرون أنهم غرباء .فيما أرض الساحل والدلتا خليط من اليمنيين دون ان يسأل أحد من أين أنت وايش انتمائك وأصلك
مليون تحية لمحافظة أبين ارضاً وانساناً ولانامت عيون المتامرين