أيام في التاريخ لاتنسى ولاتمحى من الذاكرة الوطنية اليمنية وبعيدا عن الخزعبلات والرياح النتنة التي مرت علينا في العقد الاخير من سنوات التدمير والحرب والتي أغرقتنا في سيل من ألامعقول وألا مقبول سلوكيا وأخلاقيا ووطنيا...
وهنا دعونا نستذكر من التاريخ انصع صفحاته وأعظم أيامه الوطنية التي تميزت بالفداء والتضحية والنضال الوطني وتلاحم قوى الشعب والتي جسدت في 20يونيو1967 بمدينة كريتر_ تلك الملحمة الوطنية المشرقة والتي اعادة الاعتبار بعد الخيبة الكبيرة التي سميت بنكسة حزيران أو يوم النكسة في اليوم المشؤوم الخامس من يونيو والذي هزم فيه الكيان الصهيوني بما تسمى أسرائيل الجيوش العربية واحتل غزة وصحراء سيناء وهضبة الجولان ونهر الاردن بدعم كامل من الاستعمار القديم وممن قسمونا في سايكس بيكو وبغطاء المستعمر الجديد من بلاد العم سام.. سمم الله أنفاسه حيثما حل وطل
لكن الرد العربي جاء من عدن بعد أسبوعين لحفظ ماء الوجه للكرامة العربية حينما هزم فدائي التحرر الوطني والثورة الحرية والاستقلال في شوارع كريتر في عدن..الثغر الباسم للوطن.... جيش الأمبرطورية التي لا تغيب عنها الشمس ولقن ذلك المستعمر درسا في بلد الثوار والاحرار ومن كل الربوع اليمنية دون تمييز
قدمت عدن مدينة الاحرار والحاضنة لكل اليمنيون في العشرين من يونيو1967 مثال رائع في التضحية والفطنة والصبر والوطنية والدهاء والشجاعة والتلاحم بين مختلف قوى الشعب...أذهل المستعمر وهزت كيانه وزلزلت أركانه حينما حاصرت وقتلت جنوده في معركة وطنية كانت بحق الدرس العملي والفعلي لغطرسة المستعمرين في ذاك الزمان ، وشكلت بعنفوانها محاكاة تاريخية لاتنسى وتناسقا مع وهج الفكر القومي العربي التحرري بقيادة خالد الذكر الزعيم جمال عبدالناصر ولصوته المجلجل ابان الكفاح المسلح ضد المستعمر والذي جاء من تعز عام1964 _ حين قال مقولته الشهيرة على بريطانيا ان تحمل عصاها وترحل من جنوب اليمن المحتل.. وقد أعتبرت معركة عشرين يونيو من معظم الكتاب العرب والمحللين السياسيون أنذاك الرد المنطقي لنكسة حزيران لذلك اليوم المشؤوم في السجل العربي المعاصر وصفحاته
ولا باتنتسي يايوم عشرين... ماحيينا حيث شكل هذا اليوم العظيم مشعل وقاد ونافذة ضوء وأمل في مواكب الحرية وحركات التحرر العربية للصمود والثبات والاعتماد على الارادة العربية وأسقاط حالة الخوف والضعف وعقلية الهزيمة _كما شكل منعطفا تاريخيا بنتائجه وتأثيره على اخر معاقل الامبراطورية البريطانية التي لاتقهر ، كما مهد وعجل بالاستقلال الوطني الناجز في30 نوفمبر1967 بعد أحتلال دام129 عام لمدينة عدن ..سندريلا الشرق وجوهرته التي لازال الكثير مغيب عن فهم أهميتها وأستراتيجيتها في نظرة المستعمر القديم والجديد وبأساليب وتكتيكات حديثة نحن اليوم نعاني منها بشكل جلي
ستبقى عدن رمزا للصمود والتحدي الوطني والعربي وستظل موطن الاحرار والثوار ، كيف لاتكون هكذا وهي ثغر اليمن الباسم والتي عاشت أزمنة وسنون من التعايش وقبول الاخر ، وعاشت بها كل الطوائف والاديان ..
ولا باتنتسي يايوم عشرين ..
يوم جسدته حركة الطيف الوطني و قياداته كمشاريع فداء وتضحية في النضال والتحرر من الاستعمار ورجالات دولة وبناء بعد نيل الحرية والاستقلال... فرحم الله كل شهداء الوطن جنوبا وشمالاوشرقا وغربا...رجال أفتدوا اليمن بتضحياتهم وخير شاهد على ذلك مدينة عدن كانت مثالا لتضحياتهم خلال مرحلة الكفاح المسلح..... فليقرأ شباب اليوم هذه الملحمة الوطنية والسيرة العطرة لكوكبة من الشهداء سقطوا في عدن وفي محراب الحرية من أجل الاستقلال وفي مواجهة المستعمر.. نذكر رموزا منهم ( مدرم، عبود ، بدر ، عباس ، عبدالقوي ، جاحص ، هتاري ، اليافعي علي سالم ..) وطابور طويل من الدماء الزكية التي سالت في شوارع وأزقة وحوافي مدينة عدن ومن كل بقاع الوطن الكبير...فلاتزيفوا تاريخ عدن النضالي الذي خضب بالدم اليمني فالتاريخ لايكذب ولازالت الذاكرة الانسانية والوطنية في حالة من اليقظة الثورية والوطنية لتسجل وتعبر عن ذلك.....
فلا تربطوا صراعاتكم ووجباتكم الدموية وانقلاباتكم وفشلكم في الشمال والجنوب مابعد الثورة والاستقلال والوحدة _ بالتاريخ الناصع لكل أبناء الوطن الاحرار وشهدائه فالدماء التي سكبت وطهرت وانجزت الحرية والاستقلال دماء يمنية زكية ودون تمييز ....فسخطا شديدا لكل أقلام الزيف والخداع للاجيال الحاضرة ، نحن نعيش اليوم بفضل الله وتلك الدماء التي ارادت وطن حر ومستقل ودون واصي أومستعمر جديد يحاول البعض تسويقة من بوابة سوق النخاسة الرخيص الذي يحاولوا من خلاله طمس تاريخنا بمسميات لا أصل لها في حركة النضال الوطني الحقيقي...
ولعلى يوم عشرين وملحمته..خير شاهد والتي جسدها الفنان محمدسعدعبدالله رحمه الله برائعته التي كتبها ولحنها وغناها....
ولا با تنتسي يايوم عشرين من الخاطر ويامن عاش ذكر في يونيو الفجر من تاريخ عشرين مع صوت المؤذن يوم ذكر سمعنا اخبار ان الشعب ذلحين قد استولى على الموقف وسيطر وكل الناس قدهم مستعدين لخوض المعركة داخل كريتر
وقد شكلت نتاجات بن سعد الابداعية الذاكرة الفنية والمؤشر الحقيقي الصادق والنابض والمعبر عن كل ملاحم الشعب اليمني النضالية والبطولية والقائمة تطول فالذاكرة الفنية مليئة لتلك الفترة الرائعة من الكفاح المسلح لاخراج المستعمر ونيل الاستقلال فقد كتب وغنى كثير من عمالقة الفن ابان الاستعمار فالعطروش حفظه الله ورعاه( برع يا أستعمار) ، والمرشدي رحمه الله ( انشودته قائد الجيش البريطاني) ولطفي امان واحمد قاسم (يامزهري الحزين ) وهادي سبيت وحمدون ( ياشاكي السلاح) ومحمد علي ميسري ( انا شعبي ثائر) .. رحمهم الله جميعا وقاىمة لاحصر لها هنا بهذه المساحة وثقت تلك المرحلة بتضحياتها والتاريخ لايزيف ..وستظل عدن المدينة والجبل والميناء واهلها الشرفاء ، ثغرا باسما لكل أبناء الوطن ..فلن تفلحوا باخراجها وعزلها عن كل ابناء الوطن....وتذكروا ذلك بانها مقبرة لكل المشاريع الاستعمارية في الماضي والحاضر والمستقبل بأذن الله