أما الليلة فسأذهب بكم أعزائي القراء إلى قضية تبعث في النفس الحسرة والألم وتتجاوز مادونها من القضايا التي تعد من اللمم ، إذ التقيت بصديقي إياد ، نظرت إليه فعلمت أن حاله لايسر ؛ لذلك ارتأيت أن لايكون الجلوس على قارعة الطريق حتى ينجلي الهم ويرحل الضيق ، أقليته بمركبتي إلى متنزه سياحي على شاطئ البحر ، طلبت من النادل أن يصنع لنا كأسين من القهوة ، مشترطا عليه أن تكون من البن اليافعي ، حدقت بناظري في وجه صديقي ثم سألته : مابك يا إياد فحالك لايسر صديقا ولايحزن عدوا ؟ حقا ياصديقي فأنا لست على مايرام ...هات ماعندك يا إياد ، فأما أخذت بيدك إلى بر الأمان أو غرقت معك في بحر البؤس والهوان ... قال إياد : إن الحكاية تطول وأنت كما عهدتك ملول . كلا ياصديقي بل ستجدني صابرا لأن شكلك ينذر بأمر مهول !!! قال إياد : أنت تعلم ياصديقي أنني نشأت في عائلة محافظة ظلت ترفض الظلم ومازالت ، وحفظت عن أبي أكثر من جزء من القرآن الكريم قبل أن ألتحق بالمدرسة ، فضلا عما زرعه في نفسي من حب وتبجيل لأبطال الأمة ابتداء من العصر الجاهلي مرورا بالعصر الإسلامي وصولا إلى عصر التحرر من الاحتلال الغربي .... الأمر الذي غرس في أعماقي حبي لأمتي واعتزازي بأبطالها وتقديسي لجغرافية ترابها ، فضلا عن دعمي المادي والمعنوي لمظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية ..... أجل يا إياد ولكن متى تصل إلى بيت القصيد ؟ سوف أدخل في الموضوع ياصديقي لأنه وكما يبدو قد بدأ يتسلل إليك الملل ، إن ماجعلني ألقاك مهموما ياصديقي هو : لقد علمت من خلال معايشتي للواقع العربي المعاصر كثيرا من الخيانات التي سلكها أفراد من قيادات الأمة ونخبها لكنها لم تبلغ البجاحة والوقاحة التي رأيتها ليلة أمس الأول في فلسطين !!! افصح يا إياد فلم أفهم جيدا ماترمي إليه !!! لقد قام مايسمى بالأمن الفلسطيني بقتل البطل نزار بنات في الضفة الغربية من فلسطين ، وهو أحد الأبطال المقاومين للظلم ولجبروت الصهاينة وغطرستهم الأمر الذي ينذر بتحويل البوصلة من التوجه صوب مقاومة الصهاينة إلى صدور الفلسطينيين ، وهنا تنتقل المعركة من مواجهة الصهاينة المحتلين إلى مواجهة الإخوة الفلسطينيين ...... حسبك يا إياد ....أنا من سيكمل .... وهنا يكون العملاء - وما أكثرهم في راهننا - قد قدموا لأسيادهم الصهاينة مالم يخطر لهم على بال في يوم من الأيام . هو ذاك ياصديقي ، أفهمت خطر هذا الفعل المعيب ؟؟؟ أجل يا إياد لقد هالني هذا الأمر لأن الخيانات التي سمعنا بها أو قرأنا عنها لم تبلغ هذا الحد من الاستكانة والهوان ، والأهم من ذلك أنها جاءت في توقيت زمني قاتل ، ففي الوقت الذي طبع كثير من صهاينة العرب مع صهاينة اليهود ، وجاءت مفاجأة الأقصى والشيخ جراح التي وحدت الشعب الفلسطيني فانتفض شباب فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر وتوجهوا لمقاومة الصهاينة ، تسندهم المقاومة ، قام العملاء بتوجيه طعنة الغدر القاتلة في الظهر الفلسطيني ......
التوقيت الأخطر لطعنة الغدر القاتلة
2021/07/04 - الساعة 08:59 مساءً