لهذا السبب نخسر شباب في عمر الزهور وبطونهم خاوية

 مؤلم إن نخسر شباب في عمر الزهور اجبرتهم ظروفهم المعيشية على الالتحاق بالسلك العسكري و الرغبة في خدمة الوطن،  والأكثر إيلامًا وقهرًا هو إهمال قادتهم للواجب العسكري في الحفاظ على ارواحهم وسلامتهم وعدم تعريضهم للخطر أو جعلهم فريسة سهلة للعدو.  منذُ أكثر من ست سنوات تتكرر نفس الأخطاء التي راح ضحيتها الٱف الشباب بسبب تجميعهم في أماكن ثابته يتم تحديد احداثياتها بسهوله، وكأن المراد من ذلك تحويلهم  إلى اهداف ثابته يسهل على مليشيات الحوثي أو غيرها تفجيرهم لحظة تجمعهم، كالتفجير الأخير في مودية بأبين، الذي تشير المعلومات بإن صاروخا اطلقته مليشيا الحوثي من شرق مكيراس باتجاه مودية استهدف تجمعا لجنود في مسجد باللواء الخامس بمودية قبيل أداء صلاة الظهر يوم الأحد  4 يوليو 2021م، كان قد تم استدعائهم وتجميعهم في وقت سابق من عدد من الالويه المرابطة والتابعة للحكومة الشرعية هناك، لحضور دورة تدريبية في اللواء الخامس بمودية، دون اتخاذ أبسط إجراءات وتدابير الحماية للحفاظ على سلامتهم من أي خطر محتمل، لا سيما ومديريات المنطقة الوسطى ومنها مودية تقع في مرمى نيران مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.  إن ما يجعل أهالي الضحايا (الشهداء والجرحى) يشعرون بالقهر هو إنهم يخسرون أولادهم وهم في عمر الزهور بسبب الأهمال، وبطونهم خاوية، ففي معظم الألوية يتعرضون لخصم رواتبهم بنسبة تزيد عن 50%  ويتم تسليمهم (25 ألف ريال )، بل ووقف راتب من لم يحضر الدورة.  قبل أقل من اسبوعين تحدث معي أبن عمي الشهيد الشاب عبدالرزاق منصور مقباس 25 عام، الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته، الذي فجعنا جميعا بنبأ استشهاده ومثل لنا نحن اسرته، وقبيلته وزملائه صدمة كبيرة، وألم شديد، لما يتميز به من حُسن التربية والخلق، والتواضيع والصفات النبيلة، التي جعلته يحظى باحترام كل من يعرفه، وحكى لي عن هذه المعاناة وأسباب بحثه عن أي عمل في القطاع الخاص، وهي نفس الظروف والمعاناة التي يعاني منها بقية زملائه.

إن استهداف مسجد معسكر اللواء الخامس بمودية جريمة يندى لها الجبين، ووصمة عار على منفذيها، إذ تؤكد إن من قام بتنفيذها لا ينتمى لديننا الإسلامي الحنيف، كما أن تقصير وإهمال القادة والمسؤولين لا يعفيهم من المسؤولية، ويحتاج هذا الوضع والتراخي إلى إعادة تقييم، وفتح تحقيق في ملابسات هذه الجريمة المؤلمة، حتى لا تتكرر هكذا جرائم وأعمال جبانه يروح ضحيتها خيرة الشباب الأبرياء وهم في عمر الزهور وبطونهم خاوية. رحم الله الشهيد عبدالرزاق منصور مقباس وجميع الشهداء واسكنهم فسيح جناته، والشفاء العاجل للمصابين الجرحى، ولا نامت اعين الجبناء.