هل يتحول باصهيب إلى قبلة للمرضى؟

حمل خبر الإعلان عن اعادة افتتاح قسم الرنين المغناطيسي بمستشفى باصهيب العسكري، الذي سبق وأن انشئ في 2020م بجهود العميد الدكتور محمد عمر الجفري الله يرحمه والعميد عبدالله عبدربه، حمل بشرى سارة للمرضى والمواطن وافراد الجيش والأمن في عدن والمناطق المجاورة لها، وكان الحدث وتوقيته كالنقطة البيضاء المضيئة في لوحة سوداء قاتمة، واعاد لنا الأمل المفقود في وسط المعاناة والمأساة التي نعيشها بسبب الانهيار الاقتصادي وتفاقم الأزمة الانسانية في عدن والمحافظات المجاورة، فهل هي أولى الخطوات لاستعادة خدماته إلى سابق عهده والتحول إلى وجهة للمرضى؟ يأتي نجاح خطوة إعادة تشغيل القسم بعد جهود مضنية بذلها العميد علي الكود مدير دائرة الامداد والعميد عبدالله عبدربه مدير الدائرة المالية وقيادة دائرة الخدمات الطبية، ومستشفى باصهيب العسكري بتوفير المستلزمات التي أجلت تشغيله، وكان لهذا النجاح أثرا طيبا في نفوس الفقراء والمرضى الذين لا يستطيعوا تحمل التكاليف الباهظة في المستشفيات الخاصة، واعادة لهم الأمل المفقود بامكانية عودة مستشفى باصهيب وخدماته إلى سابق عهده القريب، ولو حتى إلى ما كان في العقود الثلاثة الماضية، لتخفيف معاناتهم وتكاليف التطبيب، لما كان يقدمه المستشفى من خدمات طبية جيدة لا تقتصر فقط على العسكريين بل والمدنيين أيضا. كثيرة هي التجارب ومراحل تطوير خدماته الطبية قبل انهيارها، اثناء وقبل الحرب، التي لمسنا نجاحها في المستشفى خلال العقود المنصرمة عندما اتيح للمواطن المدني من المحافظات المجاورة تلقي العلاج في المستشفى، مما أسهم في تطوير خدماته كافتتاح اقسام جديدة، واستقدام البعثة الطبية الكوبية، لازلت أتذكر الجهود التي كان يقوم بها العميد  الدكتور  محمد الجفري الله يرحمه لانتشال الخدمات الطبية فيه، وعندما كنت اتلقى العلاج فيه لفترة تحت عناية العميد  الدكتور جعبل حسين والطبيب علي صالح، كنت الاحظ حينها وما قبلها في التسعينات الجهود الانسانية التي يبذلها جميع الدكاترة العطاس والمانجو والدقم والمرحوم علي منصور وفضل فارع الله يرحمه وغيرهم لانتشال وتطوير الخدمات فيه، الذي مثل أحد أهم ركائز الخدمات الصحية في عدن. رغم توقعاتي أن إعادة افتتاح وتشغيل قسم الرنين المغناطيسي في مستشفى باصهيب العسكري سيسهم في تُحسن الخدمات الطبية فيه والتحول إلى قبلة للمرضى في عدن وبقية المحافظات المجاورة، بعد الإعلان عن الرسوم المخفضة لأشعة الرنين المغناطيسي ب 20 ألف ريال للمواطن وعشرة ألف ريال للعسكريين مقارنة بالرسوم في المستشفيات الخاصة، التي تصل إلى أكثر من 60 ألف ريال، إلا أنني مع هذا التفاؤل أراء أن المستشفى يحتاج إلى كثير من الاهتمام من السلطات المحلية، وجامعة عدن لتدريب وتأهيل  الكادر الطبي، كما أود لفت انتباه القائمين على المنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية التي تساعد المرضى مادياً على تلقي العلاج في المستشفيات الخاصة، وتصرف مبالغ باهظة لمساعدتهم التركيز على هذا النجاح والاستفادة من التخفيضات في قسم الرنين المغناطيسي والبحث عن طرق قانونية وسبل ممكنه للتعاون في هذا المجال بما يؤدي إلى إسهام الجميع في تخفيف المعاناة الانسانية على المواطن في عدن والمحافظات المجاورة، فهل يتحول مستشفى باصهيب إلى قبلة ووجهة للمرضى؟