انسانية الغرب وأخلاق الإسلام

 

في حوار مع صديق كندي واسع الصدر كنت اعبر له عن استيائي ازاء العنصرية والفوقية التي عبر عنها مراسلو وسائل الاعلام ازاء الانسان في الشرق قلت له

 

الغرب دول متحضرة ومتقدمة ولكن الحضارة هي الانسان ايضا، افهم اختلاف الثقافات جيدا ولكن ما لم استطع فهمه هو كيف تضعون اهاليكم في دور العجزة وهو امر مقبول وعادي لديكم، منذ وصولي هنا حتى الان لم ارى رجل مسن على كرسي متحرك معه ابنه او ابنته في مستشفى او سوق دائما لوحدهم!

 

 نحن لا نطرد ابناءنا في عمر 18 عاما ونتركهم للحياة تفعل بهم ما تشاء كما تفعلون،لا نستيطع النوم قبل ان يقفوا على اقدامهم وحتى اذا تزوجوا دائما اهالينا حاضرين في حياتنا،نحن محاطون بالحب والرعاية والاهتمام، نحن نرجع لهم هذا الحب عندما نكبر،وعندما نقول لكم ذلك تنظرون الينا باستغراب

 

 اسئلة كثيرة تراودني منذ وصولي، لماذا الحديث طوال الوقت عن الصحة النفسية وهو ملف يقع على رأس الاولويات اذ يعاني الانسان هنا من الضغوط والاكتئاب والحزن والوحدة بنسبة لم اجد منها في الشرق رغم ان كل شيء متوافر هنا، يفترض ان تكونوا أسعد شعوب العالم، لكن الامر ليس كذلك!

 

- نحن في الشرق لدينا مشاكل اكثر بكثير ولكن الانسان قادر على الصمود والاستمرار لديه قوة كامنة وحاضنة اجتماعية تحميه من الانكسار، بينما هنا سرعان ما ينهار الانسان لانه وحيد بسبب تلك الفردية القاتلة والمسمومة.

 

-صحيح هذه دول متقدمة وفيها الحرية عالية جدا، ولكن هل هي متحضرة فعلا؟ سؤالي هنا ما هي الحضارة؟ الانسان ام النظام؟ اذا كان النظام رائع والانسان هش ماذا استفاد الانسان من حضارته اذا؟ ربما لسنا دول متقدمة فقد استنزفت ثرواتنا وسرقت من اصحاب الحضارة، ولكن الانسان لدينا لم يهدم بعد.

 

 ويقول صديق عربي ليس الغرب بهذا السوء ولسنا كاملين نحن ايضآ 

‏لدينا ثقافة دينية وعادات وتقاليد جيده

‏مثل الكرم والرجولة والنخوة.

 

‏ولكن ينقصنا النظام العصري الذي ينظم حياتنا ويحفظ الحقوق وحق العيش بحرية 

‏وحرية الراي والفكر.

 

‏يعني نملك ما ينقص الغرب والغرب يملك

‏ما ينقصنا.

 

‏وسبب تأخرنا هو قناعاتنا بحكم الفرد