قصة صفقة.. كيف تحولت وجهة رياض محرز من لندن إلى مانشستر؟

حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق الانتقالات أصبحت من العلامات الرئيسية في كرة القدم.

 

"العين الإخبارية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى الصفقات المثيرة التي حدثت في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن النجم الجزائري رياض محرز وانتقاله من ليستر سيتي إلى مانشستر سيتي.

 

تألق أسطوري أمام أعين الكبار

بدأ محرز مسيرته الاحترافية مع نادي كيمبر الفرنسي، ثم انتقل إلى لوهافر، المعروف بتخريجه لعدد من المواهب الكبيرة على غرار بول بوجبا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي الحالي.

 

جذبت موهبة محرز أنظار ليستر سيتي، الذي كان ينشط بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي، حيث انتقل له في يناير/كانون الثاني 2014 بعقد يمتد لـ3 سنوات ونصف.

 

ورغم أن العديد من المراقبين لم يتوقعوا تألق محرز مع ليستر، حيث اعتبروا أن طريقة لعبه تناسب الدوري الإسباني بشكل أكثر من نظيره الإنجليزي، فإن النجم الجزائري قدم أوراق اعتماده، حيث سجل 3 أهداف وصنع 5 في 19 مباراة بدوري الدرجة الأولى، ليساهم في صعود فريقه إلى "البريميرليج".

 

الموسم الأول لمحرز في "البريميرليج"، لم يشهد تألقا لافتا منه، رغم مساهمته في بقاء ليستر سيتي بالمسابقة عبر تسجيل 4 أهداف وصناعة 3.

 

نقطة التحول في مسيرة محرز كانت في موسم 2015-2016، حيث قدم مستوى استثنائيا وساهم بصورة فعالة في صناعة ما يشبه المعجزة، وذلك بتحقيق ليستر للقب "البريميرليج" للمرة الأولى في تاريخ النادي.

 

استطاع محرز خلال هذا الموسم، تسجيل 17 هدفا وصناعة 10، وهي أرقام ساهمت إلى جانب تتويج فريقه بالدوري الإنجليزي، في فوز النجم الجزائري بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا، والمقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين، ليصبح أول لاعب عربي وأفريقي يحقق هذا الأمر.

 

 

محاولة لندنية وإحباط محرز

بدأت العروض تنهال على محرز من الأندية الكبيرة، لكنه فضل الاستمرار بصفوف "الثعالب"، حتى إنه وقع عقدا جديدا لمدة 4 سنوات، ولكن مع تدهور نتائج الفريق وإقالة المدرب التاريخي كلاوديو رانييري، قرر محرز الرحيل في صيف 2017، وأبلغ إدارة النادي بذلك.

 

حاول أرسنال بقيادة مدربه التاريخي الفرنسي أرسين فينجر وكذلك روما الحصول على توقيع اللاعب، لكن النادي اللندني كان الأكثر جدية ودخل في مفاوضات صعبة مع ليستر للظفر بتوقيع محرز، حتى إن الاتحاد الجزائري لكرة القدم أعلن سماحه لمحرز بمغادرة معسكر منتخب البلاد في آخر أيام سوق الانتقالات الصيفية لحسم مستقبله.

 

ولكن جاءت الرياح بعكس رغبة محرز، حيث فشلت المفاوضات، وأجبر اللاعب الجزائري على البقاء في صفوف ليستر لموسم آخر.

 

استمر محرز في ليستر، حتى جاء ميركاتو شتاء 2018، حيث دخل مانشستر سيتي بقوة على خط التفاوض على ضم محرز، لكن ليستر قام برفع مطالبه المالية، الأمر الذي ترتب عليه فشل الصفقة، وهو ما جعل محرز يشعر بإحباط شديد، حتى إنه طلب عدم الحضور لتدريبات الفريق لعدة أيام.

 

 

الحلم يتحقق

وفي صيف 2018، تحقق حلم محرز، حيث أعلن مانشستر سيتي في 10 يوليو/تموز، حصوله على توقيع محرز بعقد مدته 5 سنوات.

 

وذكرت تقارير صحفية أن قيمة الصفقة بلغت 60 مليون جنيه إسترليني، ليصبح حينها أغلى لاعب أفريقي، وأغلى لاعب في تاريخ مانشستر سيتي.

 

واستطاع محرز تحقيق نجاحات عظيمة مع مانشستر سيتي، أبرزها الظفر بـ5 ألقاب محلية، بواقع لقبين لكأس رابطة المحترفين، ولقب للبريميرليج، وآخر لكأس الاتحاد الإنجليزي، ومثله للدرع الخيرية.

 

وخاض محرز 132 مباراة مع مانشستر سيتي في كل المسابقات منذ انتقاله إلى صفوفه، سجل فيها 35 هدفا وصنع 34.