أبرزت ندوة نظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات بالتعاون مع منظمة مشروع مكافحة التطرف- أمريكا، والمجلس العالمي للدبلوماسية العامة والحوار المجتمعي، ومؤسسة تنسيق الجمعيات والشركاء من أجل حرية الضمير، والرابطة الاوروبية للدفاع عن الاقليات، عن حالة حقوق الانسان في اليمن والتي عقدت في العاصمة السويسريه جنيف اليوم الجمعة.
وفي الندوة التي أدارتها كرستين ميري نائب مدير تنسيق الجمعيات والشركاء من أجل حرية الضمير، قال كبير مديري مكافحة التطرف الدكتور هانز جاكوب "إن مليشيا الحوثي تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية وتهدد السلم والأمن الدوليين من خلال استهدافها بالطيران المسير والصواريخ البالستية المناطق السكنية ومخيمات النزوح في اليمن، وقصفها الأعيان المدنية والبنية الاقتصادية والمنشآت الحيوية في دول الجوار، مؤكداً أن ذلك يأتي كغطاء لإيران، غير أن ايران تنفي صلتها بتلك الضربات.
وأكد د. هانز جاكوب شندلر أن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تطلقها مليشيات الحوثي عبر الحدود لا تزال تعتمد حالياً على الإمدادات والخبرات الإيرانية وتعمل على تنمية قدرات التصنيع المحلية التابعة للحوثي.
وعن العلاقة بين الحوثيين وإيران قال هانز جاكوب شندلر أنها علاقة العميل المستفيد ولم يرتقِ الحوثيين إلى الوكيل الكامل بعد.
وتابع هانز جاكوب شندلر "أن الحوثيين تلقوا الدعم المادي والتدريب من إيران كما حصلوا على الدعم من مليشيا حزب الله اللبناني، وان جماعة الحوثي ترى نفسها جزءا من المليشات التابعة لايران في المنطقة المنضوية مسمى "محور المقاومة"، مؤكداً أن اليمن أصبحت ساحة تجارب لأسلحة إيران وحزب الله.
وعن تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية أكد هانز جاكوب شندلر أن الحوثيون يمثلون تهديداً حقيقياً للملاحة الدولية في البحر الأحمر من خلال تحويل الموانئ العامة إلى مراكز عمليات تستهدف من خلالها خطوط الملاحة الدولية والسفن التجارية والانسانية وتفخخ فيها الزوارق وتعمل على قرصنة السفن الإنسانية والتجارية.
وتابع هانز جاكوب شندلر حديثه "لقد أصبح باب المندب وخليج عدن ممرات بحرية محفوفة بالمخاطر بالفعل بسبب تلك العمليات التي تقوم بها جماعة الحوثي ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم لردعها".
وكشف هانز جاكوب شندلر عن صراع داخلي تشهده جماعة الحوثي بين اقطابها وان ما يوحدهم هو قتال الحكومة الشرعية المسنودة بالتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وعن التهديدات الدولية قال هانز جاكوب شندلر أن الوضع الإقليمي يتصاعد وإيران تحشد كل العملاء من الحوثيين وحزب الله واذرعها ومليشياتها في المنطقة وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه أدان رئيس المجلس العالمي للدبلوماسية العامة والحوار المجتمعي السيد آندي فيرمونت، الاضطهاد الديني الذي تمارسه جماعة الحوثي ضد البهائيين واليهود والمسيحيين والمسلمين بغرض اتباع الآراء الدينية لنظام الحوثي.
وقال آندي فيرمونت أن الحوثيين يحرضون على العنف والتمييز ضد البهائيين واليهود والأقليات الدينية الأخرى.
وتابع آندي فيرمومنت "أن الحوثيين لا يأبهون بالحرية الدينية أو حرية الضمير فهم الجناة الرئيسيون لحالات الاختفاء التي لا حصر لها ، والاحتجاز غير القانوني، وممارسات التعذيب اللاإنسانية للأقليات الدينية، فضلاً عن الارتفاع الهائل في الفساد في اليمن".
وكشف آندي فيرماوت عن التعامل الذي وصفه بالديكتاتورية من قبل الحوثيين ضد الإثيوبيين والمسيحيين الإريتريين على أنهم أقل شأناً تمامًا في اليمن، ويتعرضون للتمييز الاجتماعي، مثل عدم تقديم الإغاثة الطارئة والعلاج الصحي الحرج.
وعن اليهود في اليمن قال آندي فيرماوت "بقي أربعة إلى ستة يهود في اليمن، وينفطر قلبي عندما علمت ان الحوثيون اجبروا ثلاث عائلات يهودية على الفرار من البلاد وما يتعرضون له من تحريض من قبل أئمة الحوثيين بالكراهية بالإضافة إلى التحريض ضدهم في الكتب المدرسية مع العلم أنهم يعتبرون من السكان الاصليين لليمن"
وعن التدخل الإيراني في اليمن كشف آندي فيرماوت عن قيام إيران ببناء مؤسسات مرتبطة بحكومتها وسلطات معينة مثل المؤسسات العسكرية بشكل يتجاوز حدود الدولة القومية، وتنسق أنشطتها بما يتناسب مع احتياجات النظام الإيراني مثل ما يحدث في استنساخ فيلق القدس في اليمن وهو أحد الكيانات التي تسيطر على العديد من المؤسسات في اليمن.
بدورها قالت مستشار الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الأوروبي الدكتورة منال المسلمي أن النساء في اليمن هن الأكثر ضعفا ولا يفتقرنَّ إلى حقوقهم الأساسية فحسب ، بل يفتقرنَّ أيضا إلى الحريات الفردية، ولطالما استهدف الحوثيون النساء بشكل رئيسي بما فيهن الصحفيات وناشطات حقوق الإنسان، والشخصيات السياسية والقيادات النسائية المؤثرة، مثل عارضات الأزياء اليمنية انتصار الحمادي.
وأكدت المسلمي أن استهداف النساء استراتيجية تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران لإسكات أصواتهن وحرمانهن من حقوقهن في المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وعن التدخل في الشؤون الشخصية للنساء قالت المسلمي فرضت مليشيات الحوثي حظرا على الفتيات والنساء من وضع الماكياج في الأعراس والحفلات، كما حظرت ارتداء الملابس القصيرة والعباءات الضيقة وغطاء الرأس القصير.
وأكدت المسلمي أن مليشيات الحوثي قاموا بطرد السيدات العاملات في صنعاء وكان له أثر كبير على مستقبلهن ومستقبل عائلاتهن ، كما أن بعض أرباب العمل امتنعوا عن توظيف النساء لتلافي مشاكل مماثلة.
وعن استهداف الحوثي للناشطات وحقوق المرأة والقياديات ذكرت المسلمي أن تقرير الأمم المتحدة الصادر في يناير من العام الماضي يكشف عن تعرض النساء اليمنيات والناشطات سياسياً أو مهنياً للسجن أو تعذيبهن أو إعاقتهن أو تعرضهن للإيذاء الجنسي أو الاضطهاد".
واعتبرت المسلمي تزايد اعداد الاضطهاد ضد النساء على خلفية الرأي السياسي يؤثر على قدرتهن على المشاركة في عملية صنع القرار في حل النزاع.
وأشارت المسلمي إلى أن هدف الحوثي من استخدام العنف الجنسي ضد النساء في العاصمة صنعاء والمناطق التي يسيطر عليهامن البلاد، هو محاولة لإسكات الأصوات الحرة الداعية إلى الحرية والمساواة بين الجنسين والديمقراطية. وحرية التعبير.
واعتبرت المسلمي انتهاكات حقوق المرأة في اليمن من قبل الحوثيين بمثابة تذكير بأن الفكر الراديكالي لجماعة الحوثي يتعارض مع قيم الديمقراطية والحرية والمساواة بين الجنسين والعدالة التي يعتز بها الغرب والدول التي تتوق إلى الحرية والاستقلال.