بعد مرور أكثر من (مائة) يوم على الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في أبريل الماضي، لا تزال محافظة تعز تعيش خارج نطاقها نتيجة خروقات واستفزازات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، فالمحافظة تعيش أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق منذ ثمان سنوات، دون أن تفتح المليشيا الحوثية المنافذ والطرقات لتخفيف المعاناة كأحد التزاماتها في إطار الهدنة المعلنة، بل كثّفت من الخروقات وبشكل يومي على امتداد مسرح العمليات القتالية، منذ اللحظات الأولى لسريانها وحتى اللحظة.
لم تكتف بذلك وحسب بل مارست هوايتها المفضلة في تكثيف الهجمات، وتعزيز مواقع القتال واستحداث مواقع جديدة وشق طرقات عسكرية ونشر القناصين واستهداف المدنيين وقنص الأطفال والنساء وغيرها من الخروقات والانتهاكات والجرائم.. وتستغل مليشيا الحوثي الهدنة وكما هو العهد بها في التعنت وعدم الالتزام لأجل ترتيب صفوفها وجمع أوراقها وإعادة تموضعها وتوظيف كل المتغيرات لخدمة أجندتها الحربية.
رغم الخروقات اليومية المختلفة، التي تقترفها مليشيا الحوثي المتمردة بحق الهدنة الأممية، أبدى مجلس القيادة الرئاسي تمسكه بالهدنة وحرصه على الحفاظ عليها، وأعرب عن الالتزام الكامل بتنفيذ كافة بنود الهدنة المعلنة مؤكدا جدية الدولة في التعاطي معها وتنفيذ قراراتها والانصياع لها وبالذات في هذه المرحلة الاستثنائية، التي تقتضي الحرص على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية، والعمل على تطبيع الخدمات وإنعاش سبل العيش، إلا أن المليشيا المتمردة على العكس من ذلك تماما، فهي تنزع دائما إلى تعذيب المواطنين والاستمرار بحصار المدينة.
وتنوعت أشكال الخروقات من إغلاق المنافذ، والقصف المتواصل على المدينة بالأسلحة المختلفة من أول أيام الهدنة بالإضافة إلى عملية التسلل اليومية واستحداث الطرق والمواقع وزيادة تحصينها، كما عملت على تحشيد العديد من مواقع جبهاتها المختلفة بالعناصر ونشر القناصين وزرع العديد من المناطق المستحدثة بالألغام والمتفجّرات.
3000 خرق حوثي للهدنة بمحور تعز
في هذا السياق أكد نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العقيد عبدالباسط البحر لصحيفة ” 26سبتمبر “، أن مليشيا الحوثي مستمرة في حصارها لمدينة تعز، “وهذا بحد ذاته يعتبر خرق للهدنة”.. لافتا إلى أن المليشيا ارتكبت 3009 خرق للهدنة في محافظة تعز.
أوضح أن تلك الخروقات تنوعت بين القصف بالمدفعية الثقيلة وهجمات الطيران المسيّر على مواقع الجيش والأحياء والقرى السكنية، مؤكدا أن تلك الخروقات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف الجيش، والمدنيين.
كما أكد أن قوات الجيش أفشلت كل محاولات المليشيا الحوثية للتسلل في مختلف جبهات المحافظة، وأجبرتها على الفرار بعد تكبيدها خسائر كبيرة.
والسبت، استهدفت المليشيا من مواقع تمركزها شمال شرق مدينة تعز، بقذائف المدفعية، حي الموشكي المكتظ بالسكان بمنطقة الروضة مما تسبب باستشهاد طفل وإصابة ١١ طفلا آخرين بجروح خطيرة.
وأدان مجلس القيادة الرئاسي الجريمة الحوثية التي تضاف إلى سجل المليشيا القاتم بالانتهاكات على مدى السنوات الماضية..داعياً المجتمع الدولي إلى موقف حازم لإنهاء حالة الافلات من العقاب التي شجعت المليشيات على مزيد من القتل، والتعنت إزاء كافة الجهود لإيقاف نزيف الدم.