كانت في عام 2018 وما قبله ، تحدث احتجاجات شعبية في بعض مدن إيران سرعان ما يقوم النظام الإيراني بأخمادها مستخدماً للعنف. لكن هذا العام وبعد مقتل الفتاة المضطهدة مهسا أميني التي كان مقتلها سبباً للانفجار الشعبي المكبوت ، اندلعت انتفاضة شعبية في مائة وسبعون مدينة داخل إيران ، ومع استمرار هذه الانتفاضة التي كادت إلى تصل لمدة الثلاثون يوماً ، فهذا يعني أن الأمر قد أنتقل لمرحلة الثورة الشعبية . ومع صمود هذه الثورة وغليانها المتواصل ، وفي ظل استمرار النظام الإيراني بعملية القمع وقتل الثوار ، فإن الأمر سينتقل لمرحلة مواجهة مسلحة واسعة مع النظام الإيراني لن تنتهي إلا بسقوطه. من ينظر للواقع الإيراني ، يستطيع أن يقول ان ما يحدث عبارة عن ثورة وعي ، لأنها تضم الكثير من الشباب والطلاب الجامعيون والأكاديميون. ويستطيع أنها ثورة ثقافية تضم في داخلها الطبقة المثقفة في إيران والتي ستقوم بكسر الانطواء والعزلة والتخلف الثقافي الذي أوجده النظام الإيراني وتنقل إيران لمرحلة ثقافية متنوعة مواكبة حضارياً ولائقة بالمجتمع الإيراني. وتستطيع أن تقول أنها ثورة جياع ، لأنها انطلقت من المعاناة المعيشية والتدهور الاقتصادي ، وستنتقل الشعب الإيراني إلى مرحلة النماء والتنمية والعيش الكريم. وتستطيع أن تقول أنها ثورة عامة شاملة ، لأنها تتواجد داخل كل الشعب في شرق إيران وغربها وشمالها وجنوبها وتضم كافة الطبقات وكل الأطياف . هي ثورة داخلية مستحقة ، قامت ضد الاضطهاد والظلم والتخلف والارهاب والمعاناة ، ومنطلقة من الوعي والحرية والكرامة والمسؤولية الوطنية ، وكل يوم يزداد الالتفاف الإيراني الداخلي حولها ، وبصمودها سيسقط نظام الملالي لا محالة. وان استخدم القمع والقوة العسكرية فذلك سيؤدي لتقوية هذه الثورة بشكل أكبر وسيكون الالتفاف حولها أكثر . وعلى النظام الإيراني الذي لم يتعامل بايجابيه مع هذه الثورة عبر تلبية مطالبها وتقديم الاستقالة والرحيل ، عليه ان يعلم أن الارادة الشعبية الإيرانية اقوى من أسلحته النووية التي يمتلكها ، وستنتصر ارادة الشعب لا محالة.