"الاتحادنت" تتجول في الشحر

الشحر/ عبد الله السقطري

   في صباح ملئ بتراكم السحب فوق مدينة المكلا التي زادها جمالًا فوق جمالها، وفي الضفة الغربية للمدينة يستعد طالب الدفعة الثامنة بقسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت لزيارة مدينة يفوق جمالها جمال مدينة المكلا في ذلك الصباح، اسمها يفوح منه رائحة الياسمين وجمال منظرها يغنيك عن تذكر المحبوبة التي طالما تمنيت لقائها أنها سعاد الشحر مدينة العلم والفن.

    وعلى ذلك السياق انطلقت الدفعة الثامنة بقسم الصحافة والإعالم بجامعة حضرموت إلى مدينة الشحر، ولكن في الطريق تغير كل ما هو في الحسبان وتوقفت القافلة أمام أحد أكبر المعالم والمدارس الأثرية في مديرية الغيل ليكون أول معلم ومدرسة أثرية يزورها الطالب قبل التوجه إلى مدينة الشحر.

   لعلك تفكر في المعلم الأثري الذي شد أولئك الطالب لتوقف أنها (المدرسة الوسطى) ذلك المعلم الأثري الذي درست فيه شخصيات كبيره في الحقب الماضية، تلك المدرسة التي تحولت إلى متحف أثري يزورها السياح من شتى بقاع األرض، ليروا روعة الهندسة المعمارية التي شيدت عليها تلك المدرسة، وجمال ذلك الباب العملاق الشبيه بالرجل المفتول العضلات، ولو توقفت تلك المدرسة عن التدريس لعقود من الزمن فيكفيها شرف المعلومات القيمة التي حصل عليها كل من درس فيها.

     وفي ذلك الوقت تذكرت وجهتنا التي نسعى خلفها وفكرت في ذلك الشاعر الذي طالما تمنيت زيارة متحفه الا وهو الشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار ليغمرني الشوق له، وفي تلك الحظة انطلقت القافلة إلى الشحر التي يقع فيها  متحف تلك الشخصية.

    وصلت القافلة لمدينة الجمال والعلم والفن مدينة الشحر ليتنفس الطلاب سعداء بوصولهم لتلك المنطقة، وكانت أول الزيارات لمتحف الشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار الذي زخرف مدينة الشحر بجماله الواقع وسط تلك المدينة، ولفترة من الزمن توقف الطالب يتأملون ذلك المتحف وكلهم شوق لمعرفة كيف كانت نشأة ذلك الشاعر وكيف كان أسلوبه في الحياة، واثناء التأمل قطع عليهم صوت قادم من الخلف قائلا "أنا أنا أنا الشاعر محمد علي عبد القوي الحباني صديق الشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار".. ليلتم الطلاب حوله ويحكي لهم كيف كان الشاعر حسين المحضار خلوق وذو علم واحد كبار الشعراء في زمانه وعلى ذلك السياق تذكر ذلك الشخص قصيدة أهداها إلى الشاعر حسين المحضار عند ما غاب عن الشحر واثناء القاء القصيدة ذهب الطلاب للمرة الثانية إلى التخيل وتأمل تلك الشخصية التي خلدت في تاريخ الشعراء الحضارم باسم حسين أبو بكر المحضار.

    لتنطلق بعدها القافلة في أرجاء مدينة الشحر ويمرو بأحد المعالم الأثرية (سدت العيدروس) التي تميزت عن غيرها من السُدد في تلك المدينة ليروا عند وصولهم لتلك السدة جمال ذلك المكان والذي زاد جمالها وجود المدفع بجانب ذلك المعلم الأثري ليخلد ذلك المعلم كأحد أدرع الحماية لتلك المدينة التي واجهت العدوان البرتغالي في حقبة من الزمن.

    وتسير المجموعة إلى وجهتها الأخيرة التي تفوق جمالًا ومكانةً وتاريخًا، ذلك البيت الذي احتضن الأسرة الحاكمة في مدينة الشحر من هجوم القبائل المجاورة (بيت عياش) الذي يتمتع بهندسة معمارية لحماية الأسرة الحاكمة في تلك الحقبة من الزمن، حيث يرتفع ابوابها عن سطح الأرض وتبلغ مساحة الباب الواحد متر ويوجد خندق في الداخل لتخزين الأطعمة ولنرجع إلى الأخشاب المستوردة من الهند لتحمي البيت من الهجوم بالمدافع .

الأكثر زيارة