الاتحادنت/متابعات
قال مسؤولون إن الأمطار الغزيرة سقطت في الأسابيع الأخيرة وتسببت في حدوث فيضانات في جميع أنحاء اليمن، كشفت عن حقول ألغام زرعها الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران بشكل عشوائي.
وعلى الرغم _وفق المشارق_ من أن حدوث الفياضات هو أمر شائع باليمن في هذا الوقت من العام، إلا أنها كانت هذه السنة عسيرة جدا.
فوفقا لمصادر رسمية وللسلطات المحلية، تسببت منذ منتصف شهر تموز/يوليو بمقتل ما لا يقل عن 172 شخصا.
وذكر مصدر في وزارة الصحة التابعة للحوثيين لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 106 مبنى دمروا حتى الآن في العاصمة صنعاء، خمسة منها في البلدة القديمة، وتضرر 156 مبنا آخر.
ألغام مموهة وأكد مسؤولون في الحكومة الشرعية أن الفيضانات كشفت أيضا عن حقول ألغام زرعها الحوثيون في محافظات الحديدة وصعدة والضالع وحجة.
وضمت هذه الحقول أنواعا مختلفة من المتفجرات بينها الألغام المضادة للأفراد وتلك المضادة للمركبات، فضلا عن عبوات ناسفة مموهة.
وفي هذا الإطار، قال وكيل وزارة حقوق الانسان نبيل عبد الحفيظ للمشارق، إنه في الوقت الذي تسببت فيه الأمطار الغزيرة بأضرار في العديد من المناطق، "سهلت السيول جهود نزع الألغام والكشف عن هذه الحقول التي زرعتها مليشيا الحوثي دون خرائط لأنها تتعمد قتل أبناء الشعب اليمني".
وأشار إلى أن الحكومة الشرعية طالبت الحوثيين بخرائط هذه الحقول خلال المفاوضات التي عقدت بينهما، لكن مطلبها لم يلق أذانا صاغية.
وكان المتحدث العسكري باسم محور الضالع، فؤاد جباري، قد قال لصحيفة الأيام يوم 23 حزيران/يونيو الماضي، إن السيول التي اجتاحت الجبال بمحافظة اب جرفت عشرات الألغام التي زرعها الحوثيون لعرقلة تقدم القوات المشتركة نحو مواقعهم السابقة.
وأوضح أن فرق إزالة الألغام المتخصصة التابعة لشعبة الهندسة العسكرية، استجابت لبلاغات المواطنين وهرعت إلى المواقع التي توجد بها الألغام وعطلتها بعد أن قامت بمسح للمنطقة.
وأضاف أن الحوثيين زرعوا الألغام دون خرائط، ما صعب على الفرق الهندسية مهمة إزالتها. وفي مدينة حيس جنوب الحديدة، فككت فرق هندسية من لواء العمالقة الحادي عشر المدعوم من الإمارات الألغام التي زرعها الحوثيون بعد أن كشفتها السيول.
وأكد المركز الإعلامي للواء العمالقة في 8 آب/أغسطس، أن السيول جرفت الألغام إلى طرق المدنية في قرية بيت مغاري في حيس، لكن الفرق الهندسية تمكنت من تفكيكها بنجاح.
ووجدت الألغام طريقها حتى إلى خارج الحدود لتبلغ السعودية، إذ كشف المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة جازان، العقيد محمد بن يحيى الغامدي، عن العثور بأحد الأودية على عبوة ناسفة مموهة على شكل صخرة بعد أن جرفتها سيول من الأراضي اليمنية إلى الأراضي السعودية.
وتابع الغامدي أن الدفاع المدني بمحافظة أحد المسارحة جنوبي السعودية أرسل خبراء إلى الموقع، فاتخذوا الاحترازات الأمنية اللازمة لتفكيك اللغم دون تسجيل أي إصابات.
’الاستراتيجية الإيرانية‘ لإلحاق الأذى بالمدنيين من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق، إن "المليشيات الحوثية تعمدت زراعة الألغام بمزارع المواطنين وفي مناطق عبورهم والطرقات في الأرياف".
وأضاف أن "غالبية ضحايا الألغام هم من النساء والأطفال وكبار السن، أي من الفئات التي لا تقاتل ولا تحمل السلاح ضد الحوثيين".
وأشار أحمد إلى أن زراعة الألغام هي "استراتيجية إيرانية ينفذها الحوثيون عند انسحابهم أو طردهم من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، وذلك انتقاما من أهالي المناطق التي خسروها وإيقاع أكبر عدد من الضحايا بينهم".
وتابع أن هذا الأمر "يثقل كاهل الحكومة لأنه يحملها مسؤولية وقوع الضحايا".
بدوره، حث المحلل السياسي عادل الشجاع المواطنين على تجنب المناطق المشتبه بأنها مزروعة بالألغام، وعدم لمس الأجسام المشبوهة التي تجرفها سيول الأمطار.
"أما الحكومة، فعليها أن تقدم شكوى رسمية للأمم المتحدة بهذا الأمر وحشد المنظمات العاملة في هذا المجال للضغط على الحوثيين لعدم زراعة الألغام وتقديم خرائط بمواقها"، حسبما تابع للمشارق.
وكان مدير عام مشروع مسام التابع لمركز الملك سلمان أسامة القصيبي، قد أعلن أن فرق مسام نزعت من عدد من المناطق اليمنية منذ انطلاقة المشروع في حزيران/يونيو 2018 ولغاية يوم 14 آب/أغسطس الجاري، 179698 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.