كيف تسلل الموساد إلى 32 خزنة ليسرق أسرار إيران النووية
تفاصيل سطو الموساد الإسرائيلي على أسرار إيران النووية، بعملية نجحت في تسريب آلاف الوثائق من مخابئها، بدأت أمس الأحد بالظهور عبر 3 صحف أميركية زودتها #إسرائيل بتفاصيل ما قام به عملاء لمخابراتها، تسللوا في 31 يناير/كانون الأول الماضي إلى مستودع في حي تجاري بطهران، وبعد 6 ساعات و29 دقيقة، تمكنوا خلالها من تعطيل أجهزة الإنذار وتجاوز بابين وفتح 32 خزنة عملاقة، خرجوا غانمين كنزا ثمينا: نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة ببرنامج إيران النووي. صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت المعلومات نفسها الواردة أيضا في مواطنتها "واشنطن بوست" الأميركية، كما في "وول ستريت جورنال" التي اطلعت فيها "العربية.نت" على تفاصيل وصول الموساد إلى أرشيف سري نووي إيراني، واستخراج وثائق وبيانات "تثبت أن طهران قامت بتجميع كل ما تحتاجه لإنتاج أسلحة نووية بشكل منهجي" وهو ما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمة متلفزة بأبريل/نيسان الماضي، وصف فيها ما حصل عليه الموساد بأنه أدلة على برنامج #إيران السري للأسلحة النووية، وهو ما نفته إيران من بعدها، قائلةً إن الوثائق مزورة. شعلات لقطع وفتح الخزائن حرارتها 3600 درجة مما اتضح من تفاصيل العملية، أن #الموساد "راقب المستودع عاما كاملا" وتأكد أن فريق الحراسة الصباحي اعتاد على الوصول إلى المكان في السابعة تقريبا "لذلك كان لدى عملاء الموساد أوامر بمغادرة المستودع قبل الخامسة، ليكون لديهم وقت كاف للفرار" لأن الحرس سيدرك بمجرد وصول أفراده، أن أحدهم اقتحم المكان وسرق الكثير من الملفات الموثقة لسنوات من العمل على تطوير أسلحة نووية، وتصميمات لرؤوس حربية وخططا للإنتاج السري. وقام عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي بالتسلل إلى المستودع الساعة 10:30 مساءً، مصطحبين معهم شعلات تصل درجة حرارتها إلى 3600 درجة وتكفي لقطع وفتح 32 خزنة حديدية عملاقة كانت في المستودع، إلا أنهم لم يتمكنوا من فتحها كلها لضيق الوقت "فاستهدفوا أولا المحتوية على أغلفة سوداء، والتي تضم أكثر التصميمات حساسية" وفقا للوارد بالصحف الثلاث، وقرأته "العربية.نت" ملخصا في عدد اليوم الاثنين من صحيفة "التايمز" البريطانية، وفيه نقلت أن ما تم الاستيلاء عليه "صور، قالت إسرائيل إنها لتجارب على صواعق تفجيرية يمكن استخدامها في تفجير نووي" وفق تعبيرها. ولما اكتشفت إيران ما حدث وحين انتهى الوقت المخصص لعملاء الموساد في السطو على المستودع، فروا نحو الحدود، حاملين معهم 50 ألف صفحة و163 قرص ذاكرة مضغوطة، أو CD اختصارا، إضافةً إلى فيديوهات ورسومات غرافيك وبيانات، كانت في المستودع الذي "تم استخدامه، فقط بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 مع الولايات المتحدة" والمعروف بأنه أعطى صلاحيات واسعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المواقع النووية المشتبه بها في إيران، بما فيها قواعدها العسكرية. وسبق للقناة السابعة الإسرائيلية، أن نشرت قبل الصحف الأميركية الثلاث أمس الأحد، تقريرا في مايو/أيار الماضي، تضمن معلومات حصرية حصلت عليها من مسؤولين سابقين في الموساد عن حصول نتنياهو على الوثائق التي استولى عليها جهاز إسرائيل المخابراتي، واستخدمها نتنياهو في اتهاماته لطهران، وفي التقرير ذكرت أن إسرائيل تأكدت من صحة الوثائق بعد شهر من الاستيلاء عليها، وقالت فيما راجعته "العربية.نت" مما ورد وقتها عبر الوكالات، إن الجهات الإيرانية "اكتشفت عملية الاختراق، وسعت إلى مطاردة من قاموا بها" لكنهم كانوا قد نجحوا بالفرار ونقل ما غنموه من وثائق إلى خارج الحدود التي عبروها بطريقة لا تزال مجهولة للآن.
2018/07/17 - الساعة 12:18 صباحاً
خامنئي على خطى فرعون
مع كل تظاهرات تعم إيران احتجاجاً على ديكتاتورية وفساد نظام الملالي، تبرز فتاوى وتوجيهات المرشد الإيراني علي خامنئي التي تبيح قتل المتظاهرين، وتصفهم بالعملاء والمأجورين، حيث تستخدمها قوات الحرس الثوري كأداة لقمع الإيرانيين، واستباحة أعراضهم ودمائهم. ثروات الشعب الإيراني تُبدَّد على ملذات الملالي والإرهاب القتل باسم الدين وتأتي فتاوى خامنئي امتداداً لسياسة استغلال الدين الذي هو بريء مما يرتكبه التي ابتدأها سلفه الخميني باستصدار فتوى قتل أكثر من 30 ألف سجين سياسي العام 1988م، في أعقاب الثورة الخمينية في إيران، حيث أجاب الخميني آنذاك على استفسار، كان مقدماً من قبل رئيس السلطة القضائية في ذلك الوقت عبدالكريم موسوي اردبيلي بشأن تنفيذ الإعدام في المعتقلين السياسيين المحكومين بالإعدام فقط أم جميع المسجونين حتى الذين لم يحكم عليهم بالإعدام أو الذين لم تتم محاكمتهم، فجاء رد الخميني صاعقاً في فتواه التي أجازت إبادتهم بأسرع وقت. ويعد استغلال الدين أقصر الطرق التي اتبعها خامنئي في صناعة الديكتاتورية المطلقة في إيران. وفي هذا السياق، قال الخبير في الشأن الإيراني محمد محسن أبو النور، إن النظام الإيراني يتبع في تعامله مع الاحتجاجات الشعبية عدة إجراءات قمعية منها "الاتهام بالعمالة، والمواجهات العنيفة، وتهديد المتظاهرين، وارتكاب أعمال تخريبية، والاستقواء بالميليشيات المسلحة، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي". وأوضح أبو النور أن خامنئي اتهم جموع المتظاهرين الإيرانيين أنهم عملاء ومخربون، مشيراً إلى أن تصريحه كان بمثابة أمر مباشر وفوري للجهات الأمنية والقضائية الإيرانية بالتعامل مع المتظاهرين، وإنهاء ما يصفه دائماً بـ"المؤامرة". وأكد أن الحرس الثوري يسير على خطى خامنئي، فينتهج تهديد المحتجين على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، لافتاً إلى تصريح قائد الأمن بالحرس الثوري في طهران الجنرال إسماعيل كوساري الذي هدد المتظاهرين أنهم سيواجهون القبضة الحديدية إذا استمروا في الاحتجاجات. وأشار أبو النور إلى أن تعليمات خامنئي كأعلى سلطة في إيران تجعل تعامل القوات الإيرانية مع المتظاهرين لا يخلو من العنف والأعمال التخريبية، موضحاً أن الاحتجاجات العارمة التي اندلعت نهاية ديسمبر، راح ضحيتها 22 إيرانياً وفقاً للتصريحات الرسمية، رغم أن تصريحات المقاومة الإيرانية تؤكد أن عدد الضحايا أكثر من ذلك. وأضاف أن قوات الأمن الإيرانية تتمرس في تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير السيارات، ونهب المحلات التجارية وغيرها، من أجل تبرير ما يروجون له على أن المتظاهرين عملاء ينفذون مؤامرة، بما يبرر أيضاً استخدام العنف المفرط مع المحتجين السلميين. واستطرد أبو النور: دائماً ما يرافق التظاهرات الشعبية في إيران، حجباً لوسائل التواصل الاجتماعي مثل "تليغرام" و"انستغرام" لتداولهما مواقع وأخبار التظاهرات والمتظاهرين، وإطلاع الرأي العام المحلي والدولي على ما يحدث على أرض الواقع في البلاد. اغتصاب المعارضات في غضون ذلك، لا يألو خامنئي الذي يفتي بإزهاق الأنفس البريئة جهداً في السماح لذئابه البشرية باغتصاب المعارضات الإيرانيات داخل السجون، أو التستر على جرائم الاغتصاب التي يرتكبونها بحق الناشطات خارج السجون مثل ما حدث ما الفتاة الإيرانية "ريحانة جباري" ضحية الدفاع عن شرفها، بعد أن اتهمها نظام الملالي بقتل الموظف السابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية مرتضى عبد العلي سارابندي، رغم محاولته اغتصابها، لكن قربه من رؤوس النظام الإيراني قد بدل مجريات القضية. كما يشير تقرير نشرته وكالة "هرانا" التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين، إلى تعرض سجينات في سجن "قرتشك" إلى الاغتصاب وأنواع أخرى من التعذيب البدني والنفسي، إضافة إلى انتهاج سلطات السجن لممارسات الازدراء والشتم والضرب كنوع من التعذيب النفسي للسجينات بما دمر الصحة النفسية لغالبيتهن. وذكر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية د. عادل عامر، أن خامنئي ونظامه يوظف الدين كأداة للسيطرة على الدولة بمنح نفسه صلاحيات شبه إلهية، ومواجهة معارضيه وإرهابهم بالقمع والتعذيب والاغتصاب والقتل، فهذا النظام لا يرى سوى مصلحته ويسعى لتحقيقها على حساب حياة الإيرانيين. وأردف د. عامر أن النظام الإيراني لا يحاسب ذئابه البشرية سواء التي تغتصب النساء في السجون أو التي تتورط في قضايا اغتصاب خارجها، بما يجعلهم طلقاء بلا رادع، بينما يعيش ضحاياهم آلام نفسية جراء بشاعة ما تعرضوا له. وتابع: قمع وظلم النظام يؤدي لاستشراء الفساد، وانتشار الغضب ضده في صفوف الإيرانيين، ويجعل البلاد تعيش على شفا الانفجار في أي وقت، في ظل تقديم نساء البلاد قرابين لجنوده ومجرميه". العبودية الجديدة ولأن فتاوى خامنئي تخالف الأديان السماوية والأعراف والقوانين الدولية، فلا يمكن وصفها إلا بـ "دين الملالي" هذا الدين الذي صنع العبودية الجديدة التي تقوم على تسخير كل شيء لخدمة أهواء الولي الفقيه الذي جعل نفسه في منزلة الإله، وينظر للإيرانيين على أنهم عبيد لمخططاته، فتارة ينشر الفقر والجوع والمرض في إيران، وأخرى يبدد ثروات البلاد على التدخلات الخارجية، ومحاولة تحقيق الأمجاد الذاتية الزائفة. وفي هذا الشأن، رصد تقرير لمركز المزماة للدراسات والبحوث أن صورة العبودية الحديثة في إيران تتصف بالقتامة بسبب تشعبها وكثرة مؤشراتها واتساعها بالفئات المجتمعية خاصة النساء الإيرانيات والقوميات غير الفارسية، مبيناً أن أشكال العبودية في إيران تتعدد بين حرمان النساء من الحقوق المدنية والسياسية، والإجبار القسري على الزواج والعمل وانتهاك الحريات وعبودية الدين والقمع والتجارة الجنسية. وأضاف التقرير أن العبودية وجدت في النظام الإيراني حاضناً وبيئة خصبة، بعدما استخدمها كمنهج سياسي وأحد أركان بقائه لأطول فترة ممكنة، عن طريق انتهاجها بحق أبناء القوميات غير الفارسية خاصة العربية منها، وأيضاً استخدامها مع المعارضين الفرس، وقمع المرأة الإيرانية من أجل سرقة دورها الأساسي في إعداد وتربية الأجيال خوفاً من ظهور جيل من الشباب الإيراني يريد التغيير، مما يجعل النظام ينظر إليها على أنها مجرد سلعة جنسية وأداة لخدمة النظام، ومعاقبة النساء اللاتي يخالفن ذلك بأبشع العقوبات وبالإعدام شنقاً أمام الملأ. وتابع التقرير الذي يعكس فتاوى وتوجيهات خامنئي على الحياة في إيران: "إن من صور العبودية التي تمارسها الأجهزة الأمنية الإيرانية، مراقبة كافة أنشطة الشعب الإيراني واختراق حياته الخاصة والتدخل المخابراتي في جميع مؤسسات الدولة، ومنع الأقليات كافة من ممارسة شعائرهم الدينية وثقافاتهم، وكبت حرية تعبيرهم، والتضييق الشديد على تعليمهم، ومنع تعلمهم لغتهم الأم، وتهميش حقوقهم الإنسانية". نهب الثروات وتمتد فتاوى خامنئي لتشمل ثروات البلاد، فتحت شعار "ما أريكم إلا ما أرى" الذي اتخذه فرعون قبل آلاف السنين، يعود به خامنئي مرة أخرى لينهب ثروات النفط الإيراني، ويجعلها لنفسه ولأتباعه، ويهدرها على الفساد والتدخلات الإرهابية الخارجية في دول المنطقة وأفريقيا والعالم. وتشير تقارير المعارضة الإيرانية إلى أن خامنئي يبيح لنفسه ولأتباعه من نظام الملالي ثروات تقدر بـ 250 مليار دولار، نصيب خامنئي منها يبلغ أكثر من 95 مليار دولار، كما سمحت توجيهات خامنئي بامتلاك قادة الحرس الثوري لأكثر من 100 مليار دولار يشغلها في عمليات غسيل أموال والكسب غير المشروع. ولم تتطرق فتاوى خامنئي بكلمة واحدة تجاه معاناة أكثر من 35 مليون إيراني يعيشون تحت مستوى خط الفقر، بينهم أكثر من 12 مليوناً يعانون من فقر غذائي يصل إلى حد المجاعة، إضافة إلى انتشار البطالة في الفئة العمرية من 15 حتى 29 سنة بنسبة 25.9 %، وتفشي ظاهرة "سكّان القبور" و"سكّان الكراتين" وفقاً لتقديرات رسمية. في حين تتواصل فتاوى خامنئي لإهدار مليارات الدولارات على دعم الإرهاب في اليمن وسورية والعراق ودول المنطقة، حيث قدرت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن الدولي نيكى هايلي، إنفاقات نظام خامنئي على نظام الأسد بستة مليارات دولار على الأقل سنوياً. كما قدرت المعارضة الإيرانية، إنفاق نظام الملالي على الميليشيات بالمنطقة بحوالي عشرة مليارات دولار سنوياً. الرياض
2018/07/16 - الساعة 01:25 مساءً
5 دروس هامة يتعلمها المرء من تجربة الزواج
تعد تجربة الزواج من أكثر التجارب الحياتية الغنية التي تقدم فرصة ثمينة للمرء ليتعلم منها الكثير من الدروس والعبر المفيدة في جميع مناحي الحياة وخاصة المناحي الاجتماعية والعملية. ومن هذا المنطلق، أورد موقع "هي ذير تشلسي" مجموعة من الدروس التي يستخلصها المرء من تجربته الزوجية، على النحو التالي: 1- التواصل الصحي وسيلة لحياة أفضل من المعروف بأن التواصل الصحي مع الآخرين يمثل المفتاح لعيش حياة اجتماعية أكثر نضجاً، فالتواصل مع شريك الحياة بشكل سليم عبر مناقشة واعية للأفكار والمشاعر والاحتياجات يعتبر فرصة لتعلم مهارات التواصل مع المجتمع الخارجي، ويغني تجربة المرء ويجعل حياته أكثر تفاعلاً مع الآخرين. 2- التشاركية بما أنا الحياة الزوجية تقوم عادة على التشاركية، يعتبر عدم التصرف بأنانية مع شريك الحياة، ومشاركته في جميع التجارب والنشاطات، أحد أهم الدروس التي قد يتعلمها المرء من تجربة الزواج. فبينما تتسم مرحلة العزوبية باهتمام المرء بنفسه بالدرجة الأولى، يتحول هذا الاهتمام إلى الطرف الآخر بعد الارتباط. 3- إنفاق المال على الذكريات لا يعتبر شراء الحاجيات ذو أهمية وجدانية كبرى بين الزوجين، إلا أن إنفاق المال في قضاء إجازة مع الشريك يوفر تجربة غنية بالذكريات التي تعتبر ذات قيمة كبرى لدى طرفي العلاقة. 4- الزوجان يكملان بعضهما البعض بما أن الزواج هو علاقة تقوم على التشاركية والتكامل، فمن غير الممكن أن يعمل كل من الطرفين بمعزل عن الآخر في الكثير من الحالات، فإذا كنت تظن بأنك قادر على التعامل مع جميع مناحي الحياة بمفردك فأنت على خطأ، لأنك لا بد وأن تحتاج الطرف الآخر مهما حاولت الاعتماد على نفسك، والأمر ذاته ينطبق على شريك حياتك. 5- التخطيط أساس النجاح إن قيام الزوجين بالتخطيط لحياتهما بشكل منظم ودقيق يغني تجربتها الحياتية ويوصلهما عادة إلى النجاح في جميع مساعيهما لتطوير ظروفهما وحياتهما. وعادة ما تنشأ المشاكل بين الزوجين بسبب الفوضى العارمة التي قد تهدد استقرار علاقتهما وتقوض دعائم الأسرة. (24)
2018/07/15 - الساعة 09:04 مساءً
تحصن ميليشيات الحوثي في المواقع الأثرية
تحصن ميليشيات الحوثي في المواقع الأثرية
2018/07/15 - الساعة 08:39 صباحاً
أضرار الألعاب الإلكترونية وفوائدها
أضرار الألعاب الإلكترونية وفوائدها
2018/07/15 - الساعة 07:51 صباحاً
بستان الكمسري COMMISSARY بعدن، سحر المكان.. وذكرى الزمان
بستان الكمسري COMMISSARY بعدن، سحر المكان.. وذكرى الزمان
2018/07/11 - الساعة 05:56 مساءً
لا أُريد شيئاً إلاّ أن أكتب!
اختار لي والداي اسماً من قصيدةٍ عربيةٍ تنازع عليها الشعراء، ونُسِبَت إلى الوأواء الدمشقي. كان ذلك في مدينة القدس، وبعد أن فَقدا بحسرةٍ شديدةٍ وليداً قبلي، بعد أن تزوج والدي الطبيب أُمّي المعلمة وأيقونة الجمال التي تطوّعت في سلك التمريض إثر حروبٍ داميةٍ في فلسطين. أعدّا لميلادي رداءً أبيض خَطّ والدي عليه حروف اسمي، وطرّزته أُمي بخيطٍ من حريرٍ بالخط الإنجليزي المُشَبَّك الجميل، فكأنّهما أرادا لي أن أعيش العالم من وُجهتَيْه: المحلية والأكثر اتساعاً. وهذا ما حدث، فقد ترعرعتُ في كنف الأدب العربي بالطريقة ذاتها التي انتميتُ فيها إلى الأدب العالمي الواسع. لم أعرف كيف تعلمت القراءة قبل أن أدخل الصف المدرسي الأول، فكثيراً ما صاحبتُ والدتي مديرة المدرسة إلى عملها، ودخلتُ صفوفاً شتى وراءها، لكنّ ما أذكره أنّ أبي اكتشف، صدفةً، أنني أستطيع قراءة كلمات العناوين الكبيرة في الجريدة، وأنه اعتبر هذا مقدمةً كي يبدأ قراءة قصة النملة والصرصار المغني الذي كان يرهقني مصيره الحزين كلما استدرج أبي الحكاية من كتابها مراراً وتكراراً. صار أيضاً يعتني بأن يعرض عليّ صوراً للديناصورات والمناطيد الهوائية. وهكذا تأسَّس تقليدٌ جديدٌ في البيت، يتمثل في إضرابي عن تناول طعام الغداء، لأنني كنت أكره الأكل فعلاً إلا مقابل سماع قصة. فإن حدث وكانت «الحَجَّات»، أي العجائز الراويات في الدار، أُكمل طعامي على وقع قصصهنّ، وإن لم يكُنَّ عندنا حينها كان عقابُ أُمي واضحاً لا سبيل لتغييره، وهو أنْ أظلَّ جالسةً ومعاقَبةً بعدم ترك المائدة إن لم أُكمل تناول ما في صحني. كان ما يزعجني، حقاً هو البقاء ضجرةً على الكرسي ساعتين أو ثلاث ساعاتٍ أحياناً، لكني كنتُ أحتمل هذا العذاب بصبرٍ ولو استغرق ساعات، إلى أن يعود أبي مُتأخراً من عيادته، فيبدأ رواية الأقاصيص والحكايات الصغيرة، وأفتح فمي عندها، وأبتلع الطعام بدقائق، غيرَ مُباليةٍ بتحوُّله قطعاً باردة وجامدة بالكاد يمكن ابتلاعها. كانت خالات أبي وصديقاتهن العجائز اللواتي كُنّ يُقِمنَ في بيتنا فتراتٍ طويلةً، جرياً على العادات العائلية السائدة، بمثابة كُتُبٍ إنسانيةٍ مُتحركة، تروي القصص بغزارةٍ مثل شلالٍ لا يتوقف. كُنَّ يمتلكن ثقافةً شعبيةً غنيةً بالقصص والحكايا والأمثال والكائنات الخرافية، مثل الغول والعامورة، وأشكالٍ وألوانٍ من قصص الخيال المُلَوَّن الطافحة بالرعب في الوقت ذاته، مثل قصص التهام الغيلان البشر. كان لمدينة الحكايا الخليل، تلك التي عاشت انغلاقاً على نفسها كقلعةٍ مُغلقةٍ فوق رأس جبلٍ يُطلُّ على الجنوب ويستعصي على الفاتحين، تراثٌ شعبيٌّ غنيٌّ وحافل. حتى أنني عرفت عجائز من العائلة كُنَّ يُوجِّهنَ رسائل إلى الصبايا عبر ذكر قصصٍ شائقةٍ ومخترَعةٍ فورياً، كي لا يتورَّطن في الوعظ والإرشاد وتَنفُر الصبايا من توجيهاتهن. هكذا كانت «الخريفيات» ثقافتي الأُولى التي سقتني إياها تلك العجائز الظريفات، اللواتي تواجدن في حياتي، لأنّ جدتي كانت رحلت منذ طفولة والدي. كُنَّ هُنَّ مَن رَوَيْنَ نسغ الخيال بعشرات القصص والخريفيات. أما والدي، فقد اخترع لي قصصاً ساخرةً عن الشاطر حسن، يستند فيها إلى النص الأصل، ويقوم بتطعيمها بألمعيةِ البطلِ الشعبيّ، الذي كان مُتمرّداً دوماً على السلطان الخائر. هكذا ابتدأتُ في ما بعد قراءةَ أيِّ قصةٍ أعثُرُ عليها في بيتنا. فقد وَجدتُ رواية «الأُم»، وكنتُ سَئِمَةً من انهماك والدي وأُمّي بضيوفهما المثقفين الذين لا يتوقفون عن النقاش، وبدأتُ أقرأها وحدي وأنا في سنّ الخامسة من دون أن أفهم شيئاً من المحتوى، عدا وجود الأُم وحدها. كانت المفردات غامضة. فما هو معنى «العُمّال»، أو الاحتشاد على رصيف «محطة قطار»، أو «العمل والنقابات»؟ لم أستطع فهم لماذا يجتمعون، ولم تقوم الأُم بما قامت؟ وظلت مفردة «العُمّال» صعبةً أبداً، على رغم شروح والدي وأُمي وأصدقائهما. بعدها مباشرةً عثرتُ في مكتبة البيت على مُجَلَّد «ألف ليلة»– طبعة بولاق، إلا أنّ الكلمة الأخيرة بقيت تُمثّل لي معنىً غامضاً. فمَن هي بولاق؟ هل هي سيدةٌ أم امرأةٌ أم ماذا؟ إلا أنّ أُمّي لم تشرح لي أيَّ معانٍ بعدَ أن حرّمت عليّ المطالعة في هذا الكتاب، بدعوى أنه ليس مناسباً لعمري. أعجبَتْني قصص الكتاب، التي استطعتُ أن أفهم مفرداتها وأن أتخيَّل الأمكنة فيها، ولهذا بِتُّ أتسلَّلُ إلى شرفة المطبخ كي أقرأ منها. وتتالت بعدها كُتُبٌ تُوافق عليها أُمّي، مثل سلسلة قصص الأطفال لـ «كامل الكيلاني» و «المكتبة الخضراء»، ومجلاتٌ مثل «سمير» و «سندباد» كنتُ أعتبرها بمثابة تحليةٍ بعد الطعام، لأنها تُسَلّي ولا تترك وراءها إلا قليلاً من طعوم القصص. بدأتُ مرحلةً جديدةً في القراءة عندما كنتُ في الحادية عشرة من عمري، وأنا في مدرستي المقدسية الداخلية التي يقع قُربَها مركزٌ ثقافيٌّ فيه مكتبةٌ للكبار كانت غنيةً بالأدب الأميركيّ والعالميّ. حصلتُ على حقٍّ مُتميِّزٍ في هذه المكتبة، وهو استعارةُ أربعة كُتُبٍ دفعةً واحدة، فيما لم يكُن مسموحاً للعموم استعارةُ أكثر من كتابين في كلِّ مرة. كان ذلك ناجماً عن نشاطي وسرعتي في إبدال الكتب، بحيث بدا للموظفة اللطيفة هناك أنها قد تُوفّر على نفسها وعليَّ إجراءاتِ قُدومي كُلَّ يومٍ أو يومين. شخصية سكارليت أُوهارا الفاتنة هي التي جعلتني على ما أنا عليه من تعلُّقٍ بالروايات، لأنني اكتشفتُ عبر رواية «ذهب مع الريح»، التي قرأتُها في ألف صفحةٍ مُقَسَّمةٍ على جزئين كاملةً، أنَّ قصص الناس هي التي تصنع التاريخ، وأنّ هذه الشخصيات الآسرة التي تشابهنا ونشابهها هي التي تجعلنا نتطلع إلى الأحداث والناس وأنفسنا في الوقت ذاته. وللمرة الأُولى، أقرأ عن الحروب في مناطق أُخرى من العالم، بعد أن ظننتُ أنَّ الحرب وحدها كانت مصنوعةً خصيصاً لنا وحدنا، كي ترقدَ تحت أَسِرَّةِ أطفالٍ يتامى من دير ياسين هُجِّروا من منازلهم بعد مذابح وحشية. وبدأتُ أعرف أنّ هناك معنىً عميقاً لحرية البشر وتمرُّدهم على عبودية اللون، أو عبودية المستعمر الذي يسطو على أراضي السكان الأصليين ولا يعبأ بقتلهم، كما حدث في فلسطين. وهكذا بدأتُ أكتبُ شعراً حول ما أراه. استهوتني بعدها رواياتٌ عربيةٌ ومُترجَمةٌ كثيرة، فإضافةً إلى التعليم المدرسيّ، بدأتُ مرحلة التعرف إلى الأدب العربي وحدي في دارنا، ما أثار فخر أبي وأُمّي، فساعدتني والدتي على إنشاء مكتبةٍ خاصةٍ بي في البيت، تضمّ أعمال طه حسين وتوفيق الحكــيم وعباس العقاد الكاملة وآخرين وأيّ كُتُبٍ أتمكَّنُ من قراءتها. ومنذ العاشرة، كان والدي يُوالي إعطائي نصوصاً عربيةً قديمةً للحفظ، مثل «لامية العجم» التي شرحها لي تدريجياً، وجعلني أحفظها غيباً مقابل زيادةٍ في مصروفي. كانت مواضيع البيت المفضلة في بيتنا تتمركز على الثقافة والكتب، خصوصاً بعدما بات شغوفاً بعلم الفضاء، وباشر نحتَ عدسة تليسكوب يدوياً هي الأُولى المصنوعة في الشرق الأوسط في ذلك الحين. ثم كتب كتابه المعروف «الكون الأحدب» الذي شرح فيه نظرية آينشتاين، ما مَثَّلَ نقلةً في مسار الكُتُبِ العلميةِ الصادرةِ بالعربية. كانت ألعابُنا المُفَضّلةُ التي نجتمع عليها أُسَرِيّاً تتمثل في تبادُل الأحاجي الشعرية والنظريات العلمية، خصوصاً ما يختصُّ بالفضاء ومُقارعة الأفكار مع زُوَّار البيت والعيادة، الذين يحضُرون خصيصاً من مُدُنٍ وبلداتٍ أُخرى لمشاهدة النجوم والكواكب من على سطح الدار، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية التي جلب والدي مجموعة أُسطواناتٍ كبيرة منها، وحضور أفلام السينما التي تربَّيْنا على أنْ نراها أُسبوعياً كُلَّ فيلمين بتذكرةٍ واحدة. وفي ما بعد، دخلَت بهجةُ الرسم حياتَنا، فقد صار والدي يرسم بالزيت، ولحقته أُمّي وتبعتُهم أيضاً. وانصرف ظنّي حين ذهابي إلى الجامعة إلى أنَّني سأكون رسامةً أو مُمثلةَ سينما في جميع الحالات، لأنها أكثر ما أُحبُّه. كنت قد نشرتُ أكثر من قطعةٍ تضمُّ خواطري في الجرائد تحتَ أسماءٍ رمزيةٍ وأنا في الثانيةَ عشْرةَ من دون أن أُخبر أحداً عدا أُمّي. تمَّت كلُّ تلك الهوايات والمشاغل في منزلٍ صغيرٍ جداً مُلحَقٍ بالعيادة، لأنَّ ميزانية العائلة كانت مُكَرَّسةً للإيفاء بالديون، التي نتجَتْ عن السجن السياسيِّ المُتواصل لوالدي، على رغم أنَّهُ لم يكن حزبياً، بل كان وطنياً يُمارس وطنيته بكونه طبيب الفقراء الآتين من المُخيَّمات الكبرى المُحيطة بأريحا، يُعالجهم ويُقدِّم إليهم الدواء مجاناً، ويَطمئنُّ عليهم بقلبٍ طيب، فقد كانت عيادته هي العيادة الأُولى التي فُتحت في البلدة. وكان يدعم الحركات والأحزاب الوطنية، حتى أنه ترشح للبرلمان مع حزبٍ يومَها، وشاركَتْهُ أُمِّي القائدة النسائية التي كانت مُديرةً فذّةً لا تُنسَى في مدارس وكالة غوث اللاجئين، التي لعبت دوراً بارزاً في التظاهُرات الوطنية وفي احتجاجات زوجات المساجين، حين كان يُصبح مقرُّ أبي السجن بين لحظةٍ وأُخرى. عانينا الفقر المُدقع أو الاعتيادي أحياناً، وعِشنا برخاءٍ أحياناً أُخرى، لكنّ السينما والكُتُب والفنون لم تنقطع مرّةً عن حياتنا، حتى أننا كنا نخترع وأُمي وأبي طُرقاً جديدةً في إعمال الخيال، تتمثَّلُ في التطريز الجماليّ الذي يُطلق سراح الألوان، واللوحات الزيتية الرومانسية، وكذلك في إعداد مجلاتٍ حائطيةٍ للمدرسة كان والدي يُقدم لي فيها معلوماتٍ علميةً مُقترنةً بنشراتٍ طبيةٍ مُرادفة. القراءة هي أصلاً «أرضُ العجائب»، وفي ما بعد صار كلُّ ما في حياتي يتحوَّلُ إلى هذا الترياق السحريّ الذي يُزيح البشاعة والمنفى والعذاب التي لا يستحقها بشر. وبالكلمات السحرية نُداوي جراح الروح، ونحملها على قبول الحياة. ويتحوَّلُ كلُّ شيءٍ إلى قراءة. أنت تقرأ الفيلم بصرياً، والفنون التشكيلية والموسيقى تتلو عليك قصتها. كلُّ شيءٍ يتحوَّلُ في العالم إلى قصةٍ مثل الـD.N.A . وكانتْ لديَّ في المدرسة مُعلمةٌ لمادة اللغة العربية، كانت تُدهش الصفوف بقدرتها على إعارة رواياتٍ مُهمّةٍ تُحضرها من بيتها وتُدَوِّرُها علينا. كل ذلك توقَّف وانتهى بعد حدوث مأساة الـ67 أو ما يُسَمَّى حرب «الستة أيام»، التي لم نر فيها حرباً، وإنّما تهجيراً دفعَنا إلى أن نُصبِحَ لاجئين بمحض الصدفة، حين قرَّر والدي أن يصطحب بناتِه إلى عمّان في رحلة يومٍ واحد، لِنَكونَ في ضيافةِ أُسرةٍ من الأصدقاء، بسبب دوامه التطوُّعيِّ المُتواصل في المستشفى الحكومي، وعدم قدرته على رعايتنا أثناء غيابه الطويل. كان موتُ أُمّي المُبَكِّر قبلها فاجعةً جعَلَتْ منا أيتاماً، وجعَلَتْ مني الأُخت الكبرى التي عليها العناية بأربعِ بنات. قال أبي، الذي صدَّقَ كذبةَ الأنظمةِ العربيةِ عن الانتصار المبين، إنه من غير الضروريِّ أن نأخُذَ سوى كيسٍ فيه ثياب النوم، لأنَّنا سنرجع بعد أيام، لكنَّني لمحتُ كتاب «أرض البرتقال الحزين» الذي كنتُ أقرأُهُ على الطاولة، ولمحتُ أشجار البرتقال من شباك الدار، وغزاني حزنٌ داهِم، فحملتُ معي صورةَ أُمّي وقلمي الحبر الذي أعتز به، وقطعةَ صابونٍ نابلسي. حملتُ حينها تجسيداً لذكرى أُمي أجملَ ما كان في العائلة، وحبرَ الكتابةِ، ورائحةَ صابون الذكريات. عجز والدي عن العودة إلى فلسطين، بسبب تفجير الجسر الوحيد الذي يربط الضفة بالأردن في اليوم ذاته حين عزم على قيادة سيارته للعودة، وحينها عرف أننا تحوَّلنا لاجئين دائمين. كانت رحلة الخروج من أريحا طويلةً وشاقة، وتحوَّلَت من مجرد ساعةٍ واحدةٍ لمئة كيلومترٍ إلى ستِّ ساعاتٍ من الاختباء على جوانب الطرق وفي الحُفَر، بسبب المقاتلات الجوية والنابالم وعشرات الجثث المرمية على جانبي الطريق. كل حياتي ربما لا تُماثل استعادةً لتلك اللحظة حين تركتُ الدار هُنيهةً أو لحظة. حدث هذا لسبب تقليص عدد السكان في الضفة الغربية، فقد هدموا الجسر وفجَّروه لمنعنا جميعاً من العودة إلى البيت المُطمَئِنّ وإلى الأسِرَّةِ الهانئة التي غادرناها، واللوحات والكُتُب التي خلَّفناها وراءنا، والأهم إلى عوائلنا وأهلنا وسمائنا وأشجارنا وشوارعنا وأصدقائنا وأصحابنا. في لحظةٍ واحدةٍ تمَّ حرماننا من كل ما يمتلكه البشر، كي نصيرَ مجرد لاجئين ضائعين بين الدُّوَل. حين دخلتُ الجامعة بعدها كان رأسي مُشَبَّعاً بأحلامٍ كبيرةٍ كي أدرس شيئاً من علوم الفضاء، ولأنّ من الاستحالة إيجاد كليةٍ للفضاء في عالمنا العربي، درستُ الفلسفة، لأنَّني أردتُ أن أعرفَ هويتي والهويات المتقابلة في الأفكار الكونية. كانت هناك أسماءٌ لامعةٌ ضمن أساتذتي، مثل: صادق جلال العظم وعادل فاخوري وفؤاد زكريا وغيرهم. وفي ما بعد، حين انتقلتُ إلى الجامعة اللبنانية، درستُ علم النفس على أيدي أساتذةٍ مُتميِّزين، مثل نزار الزين ومصطفى حجازي وآخرين. ظلت الكُتُبُ تُنير طُرقاً جديدةً ومُثيرةً لم تخطر لي. خلال دراسة الماجستير في علم النفس، وبعد أن أتممتُ امتحاناتي الكتابية وبقي عليَّ أنْ أُكمل الرسالة، مرَّتْ ببيروت فترةٌ مُريعة من الحرب التي تصاعدت إلى ذروتها في نهاية السبعينيات، ما فرَضَ على الكثيرين تقليصَ المَهامّ والنشاطات لصعوبة الحركة. قمتُ عندها بكتابةِ روايتي الأُولى «بُوصلةٌ من أجل عباد الشمس»، عن الأسئلة التي تدورُ عن مُعضلات السياسة والمنافي واللجوء، وحين لَقِيَت الروايةُ استقبالاً طيباً أوقفتُ إكمالَ رسالة الماجستير، وبدأتُ دراسةَ الأدبِ الإنجليزيِّ لكي أطَّلِعَ على الأدب العالميِّ عن قُرب، وكي لا أعتمدَ في خياراتي الأدبية على الترجمات وحدها. بدا أنَّ الروايةَ ستكون قدَري حينها، ولم تكن إعادةُ الدراسة الجامعية في موضوعٍ جديدٍ خياراً سهلاً، فقد كانت خطوةً ثوريةً غيرَ بسيطةٍ في ذلك الحين بالنسبة إلَيَّ كصحافيةٍ مُثقَلَةٍ بالمهمات، وكَأُمٍّ لطفلَيْن تحت وطأة حربٍ رهيبةٍ من دونِ أيِّ مُساعدة. وكان عليَّ أنْ أقومَ بقراءة آلاف الصفحات من الكتب الإنجليزية، وبالدراسة من جديد، وقمتُ بهذه المهمة بمُنتهى الفخر والدأب وأنا مُفعمةٌ بالشكر لذلك الاختيار، بسبب جمالِ ما كنتُ أدرُسُهُ وروعتِه، حتى أنني كتبتُ مرةً سُوناتةً صغيرةً لشدةِ اندماجي بسوناتات شيكسبير. وبدأتُ حينها ترجمةَ مُختاراتٍ من قصصٍ عالميةٍ لِتُنشَرَ في الصحافة. أبشع ما حدث أيامها أنَّ كتابي القصصي الثاني كان موجوداً في مُسَوَّدته الأخيرة في «دار العودة» في كورنيش المزرعة في البناية ذاتها التي تقع فيها منظمة التحرير، وأنَّ الجيش الإسرائيلي حين احتلَّ بيروت قام بمُصادرتها مع بقية المخطوطات في دار النشر. ولم تكُن لديَّ مُسَوَّداتٌ للعديد من القصص، لذلك شطبتُ المجموعة، وقمتُ بكتابة مجموعاتٍ قصصيةٍ أُخرى نُشِرَت خلال إقامتي في دمشق بعدها، مثل: «شُرفة على الفاكهاني»، وهي مجموعةُ قصصٍ طويلةٍ (نوقيلا)، ومجموعة «أنا أُريد النهار»، و «قصص الحب والملاحقة» التي نُشِرَت في اليمن حينها بمبادرةٍ من سعدي يوسف. بعد تدمير مخيمات الفلسطينيين في لبنان مراتٍ مُتعدّدةً، أحسستُ بالدمار النفسيِّ الكامل، فما هو هذا المصير المر الذي يُقابل اللاجئين بعيداً من وطنهم. قُمتُ ببحثٍ سوسيولوجيٍّ وتاريخيٍّ وإنسانيٍّ حولَ تلّ الزعتر، كي أبدأ مشروعاً روائياً عن الوجود الفلسطينيّ في لبنان، لكنّ غِنَى المادة وثِقَلَ ما جرى جعلا رواية «عين المرآة» نتاجاً مُتكاملاً عن مكانٍ وبشَرٍ وقصصٍ وأحزانٍ صنعَتْها الحرب. وهكذا أجَّلْتُ إكمالَ المشروع في روايةٍ أُخرى تابعةٍ للفترة الزمنية التالية، لأنّ «نُجوم أريحا» كانت روايةً اقترحَتْها عليَّ حرب احتلال العراق، حين رأيتُ الأهوالَ التي تجري على العراقيين وتُدمّر حياتهم، وعرفتُ أنَّ العالم العربيّ قد تمزَّقَ إلى الأبد، فأحسستُ بالحنين لاستعادة أريحا الضائعة وحياتِنا التي بُتِرَت فيها، ولو كان ذلك بالحُروف التي تصف دائرةً يتوسَّطُها ثقبٌ هائلٌ هُوَ سنواتُ غيابِنا عن بلدنا. وفي ما بعد، كتبتُ «جحيم ذهبيّ» عن مَنافٍ مُتسلسلةٍ يعيشها الفلسطينيُّ بلا توقُّف، وكنت أعيش في تونس حينها. كانت مهنتي كصحافيةٍ هي أهمُّ ما دفعني إلى الفضاء العام، كي أرى وأُشاهد وأسمع وأنظر وأتعلَّم. واعتبرت الدأب أفضل ما يمكن أن نحظى، روائياتٍ أو روائيين، بالحصول عليه. كتبتُ روايتي الأُولى في سنتين، ولما قرأها ناشرٌ وأخبرني أنها «قماشةٌ روائيةٌ جيدة»، اشتغلتُ على كتابتها من جديدٍ سنةً أُخرى. وحين كتبتُ «عين المرآة»، قمتُ بإجراء عشرات المُقابلات مع الشهود، ورسمتُ خرائط لتحركات أفراد الرواية، ودقَّقتُ في كلِّ التفاصيل، حتى في تلك الليالي التي سطع القمر فيها أو غاب خلال مُجريات الرواية. كما عملتُ على جَمع كل الوثائق المكتوبة أو الشفاهية، وقمتُ أيضاً بالتدقيق في تفاصيل الوقائع كي تكون لخلفيةِ شخصياتي الروائية وَسَطاً غنياً ومُمتلئاً برائحة البشر، على رغم الحروب التي تُبيدهم. أردتُ أن أبنيَ المُخيَّم المهدوم بالكلمات، وأن أستعيدَ تاريخ الناس الاعتياديين، عكسَ ما تتخيَّلُه الروايات التي تجد أبطالاً عظماء لها. في روايتي الأخيرة «الخيمة البيضاء»، اشتغلتُ خمسَ سنواتٍ على جلاء معنى الالتباس في مفاهيم الفلسطينيين تجاه الأشياء. وتساءلتُ فيها عن أشياء كثيرة: هل ما زالت الثورة هي الثورة؟ وهل ما زال أبطالٌ رومانتيكيُّون يقودونها إلى الحرية والعدالة، أم أنَّ ما يحصل قد يكون مُغايِراً تماماً للنسخة الأُولى؟ وأظنُّني اشتغلتُ على معنى الالتباس، لأنَّهُ يُمثّل شخصيتي، فحين يتوقعني الناس أن أكون مُمتثلةً للواقع أكون مُتمردة، وحين يظنون أنني أمتلك اليقين أُعلن أنَّني لا أعرف شيئاً. فأنا امرأةٌ من عالمٍ قديمٍ يُسجَنُ الناسُ فيه بسبب الاختلاف، وأنا التي أعتز بالاختلاف وأُدافعُ عنه من دون قلقٍ، إلا قلقَ الرضوخ. لا أُريدُ أن أكونَ نُسخةً مُكَرَّرةً مما تطمح النساءُ عندنا وفي العالم إلى أنْ يَكُنَّه. أهمُّ ما استطعتُ عملَهُ هو تعلُّم الإصغاء إلى الناس وقصصهم، لأنَّ هذا ما يُوحِّدُنا جميعاً. عشتُ في بيروت عشر سنوات كانت بمثابة مدرسةٍ غنيةٍ حين التقَت الثورةُ الفلسطينيةُ بالحداثة اللبنانية بالمزيج الثقافي العربي الفريد الذي توفَّر حينذاك. وفي دمشق، تعرفتُ إلى تاريخ الشرق القديم في متاحف ما زالت تحملُ رائحةَ إمبراطورية «إبلا» و «ماري». وهناك تعلَّمتُ تحليل الأفلام، وانتميتُ إلى تمرُّدِها في رفضها واقعَ الإذعان والرضوخ الذي تفرضه الأنظمة العربية التي تشبه المستحاثات الحجرية القديمة. أدين لتونس بأنها كانت محطةً للهدوء اللازم للتأمُّل، إضافةً إلى دفء أهلها وحنوهم الجميل على الفلسطينيين. فيها تعلَّمْتُ أنْ أُكَرِّسَ للجمال وقتاً، وأن أجعل التواصُلَ مع الطبيعة هدفاً يومياً لا يغيب عن البال. وإن كنت أدين بالتأثُّر لأحدٍ ما، فذلك لأُستاذي في الفلسفة صادق جلال العظم، الذي رعى جيلاً كاملاً بنبرته الناقدة، ولكُتَّابٍ انتقدوا الواقع العربي وحاولوا تعريته، مثل: صُنع الله إبراهيم وزكريا تامر وجمال الغيطاني وخالدة سعيد وآخرين. كما أدين لكلِّ مَن قُمتُ معهم بمقابلاتٍ ثقافيةٍ قَيِّمَةٍ على مدار سنواتٍ طويلةٍ أخرجوا من ذات نفوسهم لي. لقد تعلَّمتُ من كُلِّ فنانٍ أو كاتبٍ أو مُثقَّفٍ التقيته، وأخُصُّ بالذكر أستاذي الكبير محمود درويش. محمود درويش كان مدرسةً جماليةً وإنسانيةً كاملةً في حياتي. وحين أنظر الآن إلى حصيلةِ أربع رواياتٍ ومجموعة قصص «نوفيلا» وأربعِ مجموعاتٍ قصصيةٍ وثلاث كُتُبِ نصوصٍ شعريةٍ وكتابَيْن عن محمود درويش وعن فدوى طوقان، وإلى سيناريوات أفلامٍ عدة، إضافةً إلى سبعة أفلامٍ وثائقيةٍ قُمتُ بكتابتها وإخراجها ونالت جوائز دولية، إذ أنظر إلى هذه الحصيلة أُحس بأنّها لا تُمَثِّلُ رُبعَ ما كان يُمكنني إنتاجُه لو لم أعش تحت وطأةِ كُلِّ هذه الحروب، وتحت إسار هذا الاحتلال الطويل. ولا أريد شيئاً.. إلا أنْ أكتُب! * هذه المادة نشرت بالانكليزية في مجلة «بانيبال» العدد 62 - تموز (يوليو) 2018. تنشر «الحياة» النص العربي بالاتفاق مع «بانيبال».
2018/07/10 - الساعة 06:15 مساءً
رحلة العودة للوطن.. فلسطينيون بالشتات يعودون للبحث عن الجذور
تعود كل من رشا (الدنمارك) و يولا جانا (أمريكا) السبت القادم للبحث عن أصولهن وتراثهن في فلسطين بعد أن ولدن في الشتات. ترجع جذور رشا إلى مدينة غزة، أما يولا وجانا تعود أصولهن إلى مدينة بير زيت، شابات يحلمن بالعودة إلى الوطن بعد هجرة ذويهم من فلسطين قبل عشرات السنوات. تحاول جانا التي لا تجيد اللغة العربية، أن تطلع بشكل مباشرة على حياة الفلسطينيين وتتعرف أكثر على أصولها، لتشكل وعيا مختلفا لدى أقرانها من طلبة الجامعات في أمريكا حول الثقافة والهوية الفلسطينية، وتزويدهم بمعلومات حقيقية غير ما يورده الإعلام الأمريكي بخصوص ما يجري في فلسطين. ينخرطن الشابات العشرينيات في برنامج تنظمه مؤسسة "اعرف تراثك"، تقوم بترتيب زيارات بالتعاون مع مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية، يقوم البرنامج بترتيب زيارات لشباب فلسطين في الشتات من أعمار 18-35 سنة ممن يعيشون في الدول الغربية. وتسعى الشابات الثلاث للبحث عن هويتهن الفلسطينية. تقول رشا لـ"عربي21" إنها "تسعى لتكون سفيرة في الدنمارك للقضية الفلسطينية، ومناصرة للقضية من خلال تشكيل جمعية خاصة لذلك، ونقل صورة مختلفة عما ينقله الإعلام الغربي حول طبيعة الصراع العربي الفلسطيني". وحسب راتب الربيع المدير التنفيذي لـ"اعرف تراثك"، فإن الزيارات تقوم على" ربط الشباب الفلسطيني في الشتات بوطنهم فلسطين، وذلك من خلال العمل على خلق مجموعة من المدافعين و المتعاونين معا من أجل توحيد الفلسطينيين. إذ نظمت المؤسسة زيارات لأكثر من 275 مشاركا من 17 دولة و 5 قارات". يقول ربيع، لـ"عربي21"، إن "فكرة البرنامج بدأت قبل سبع سنوات كبرنامج قيادي، ليصبح فيما بعد حركة عالمية، تسعى لإيقاظ العملاق الفلسطيني النائم في دول الاغتراب بطريقة إيجابية، ليأخذ دوره المحوري الطبيعي في بناء فلسطين والدفاع عن قضاياها". مشددا على ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس فلسطينيي الخارج، وخصوصا الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في دول غربية. ولا تنتهي المهمة عند زيارة فلسطينيي الشتات لمدنهم، إذ تسعى مؤسسة "اعرف تراثك" على خلق مجموعة من القياديين في الشتات الذين يتجذرون في الثقافة والتاريخ والتقاليد الفلسطينية، ويكرسون أنفسهم للعمل كسفراء للسلام والعدالة". وحول أهداف المشروع، يقول ربيع، لـ"عربي21" إنه يسعى إلى: "تعزيز فهم المغتربين لفلسطين وذلك لتسهيل العمل معا من أجل تحسين فلسطين، وخلق صلة دائمة بين المغتربين وفلسطين، وذلك للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية وتقويتها، بالإضافة إلى تقوية العلاقات بين الفلسطينيين في الشتات والمقيمين في فلسطين، وتعزيز مفهوم فلسطين كأرض الفرصة والقداسة، إلى جانب تعزيز فلسطين كوجهة أولى لجميع الفلسطينيين". وتدعو مؤسسة "اعرف تراثك" فلسطينيي الشتات من جميع الأعمار إلى المشاركة في جولة عائلية تعليمية في فلسطين، واكتشاف هويتهم وفهم السياق الفلسطيني وأن يعيدوا ارتباطهم بجذورهم. وسيقوم المشاركون بالالتحاق ببرنامج اكتشف فلسطين خلال الزيارة، لمعرفة هويتهم وثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم الفلسطينية، فضلا عن فهمهم للظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الفلسطينية، من خلال جولة تعليمية وميدانية يشهدون فيها حياة الفلسطينيين اليومية، ويتعلمون عن تحدياتهم، ونضالاتهم ونجاحاتهم. يؤكد الربيع أن "اعرف تراثك" حقق نجاحا كبيرا بعد أن أصبح الشباب الفلسطيني في الشتات أكثر تواصلا مع وطنهم الأم، وأصبحوا فاعلين أكثر من أي وقت مضى، من خلال إيقاظ الضمير الفلسطيني، وبات هؤلاء الشباب يشتركون بفاعلية في الأنشطة والفعاليات المختلفة وفي حملات الضغط والمناصرة، ويعملون معا ليثقفوا أقرانهم عن فلسطين بكل تفاصيلها وحيثياتها وعلى كل المستويات". وكان جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، قدر في عام 2016 عدد الفلسطينيين في العالم حوالي 12.37 مليون نسمة.
2018/07/07 - الساعة 01:55 مساءً
تفاصيل صادمة لدور بريطانيا بالتحقيق مع معتقلي ما بعد 9/11
كشفت صحيفة "أوبزيرفر"، في تقرير أعده كل من إيان كوبين وجيمي دوارد، عن تقديم وكالة الاستخبارات الخارجية البريطانية "أم آي 6" أسئلة لمحققي "سي آي إيه"، كانوا يحققون مع سجين تم تعريضه 83 مرة لأسلوب الإيهام الغرق، وهو ما كشف عنه التقرير البرلماني. ويشير التقرير إلى أن تعاون المخابرات الخارجية البريطانية جاء مع معرفتها بأن الرجل، وهو أبو زبيدة، عرض لأسلوب الإيهام بالغرق. ويكشف الكاتبان عن أن أبا زبيدة هو السجين الوحيد الذي طبق عليه "أسلوب التحقيق المدعم"، الذي يقوم على 12 طريقة، تشمل الضرب، والحرمان من النوم، ووضعه في صندوق ضيق. وتورد الصحيفة نقلا عن لجنة الاستخبارات والأمن قولها بعد أربع سنوات في تقريرها، الذي أعلنت عنه يوم الخميس، إن "بريطانيا كانت على علم بالمعاملة المتطرفة، وربما التعذيب" لأبي زبيدة، مشيرة إلى أن هذه المعرفة لم تمنع لا "أم آي 6" أو المخابرات الداخلية "أم آي 5" في الفترة ما بين 2002 و2006، من إرسال أسئلة ليتم طرحها على المعتقل، وهي الفترة التي مارست فيها "سي آي إيه" أسلوب الإيهام بالغرق وطرق تعذيب أخرى. ويلفت التقرير إلى أن المخابرات الخارجية قد لا تكون على معرفة بالظروف الحقيقية لأبي زبيدة، الذي فقد إحدى عينيه عندما كان محتجزا، إلا أن مسؤولا بارزا كان يعلم بهذه الظروف لاحظ أن "نسبة 98% من القوات الأمريكية الخاصة كانت ستنهار لو تعرضت للأساليب ذاتها". ويفيد الكاتبان بأنه تم استخدام عدد من التصريحات التي انتزعت من أبي زبيدة تحت التعذيب، على أنها أدلة على وجود علاقة بين تنظيم القاعدة ونظام صدام حسين البعثي، وذلك أثناء الفترة التحضيرية لغزو العراق عام 2003، مع أنه ثبت أنه لم تكن هناك أي صلة بينهما. وتذكر الصحيفة أن أبا زبيدة الفلسطيني، المولود في السعودية، اعترف بأن تنظيم القاعدة حاول تصنيع قنبلة بدائية نووية وضرب واشنطن بها، وتبين أن هذا الزعم كاذب أيضا، مشيرة إلى أن التحقيق البرلماني توصل إلى أن ضباط الاستخبارات البريطانية كانت لهم علاقة بحوالي 600 حالة تمت فيها إساءة معاملة المعتقلين في مرحلة ما بعد 11/ 9، وأن بريطانيا خططت ووافقت لدعم 31 حالة ترحيل قسري. وينقل التقرير عن الشرطة البريطانية "أسكتلند يارد"، قولها إنها تقوم بدراسة التقرير وسط مظاهر قلق من أنها لو لم تقم بالتحقيق فلربما قامت به محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أن بعض النواب يدعون إلى تحقيق يقوده قاض؛ لأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي لم تسمح بالتحقيق مع ضباط الاستخبارات من الصفوف الدنيا والوسطى، ولم تستدع اللجنة البرلمانية لا وزير الخارجية في حينه جاك سترو، أو وزير الداخلية ديفيد بلانكيت للشهادة. وينوه الكاتبان إلى أن اللجنة استمعت إلى أن "إسكتلند يارد" قامت بالتحقيق في زعم لم يثبت، وهو قيام ضابط استخباراتي بضرب سجين بمضرب بيسبول، فيما قال ضابط آخر إنه حقق مع معتقل تم حرمانه من النوم لثلاثة أيام، وأجبر على الجلوس بطريقة غير مريحة في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، وكتب الضابط واصفا حالة المعتقل: "كان يرتجف بعنف من البرد والتعب والخوف"، مشيرا إلى أنه والجيش الأمريكي وافقوا على مواصلة الضغط لمدة 24 ساعة أخرى. وتقول الصحيفة إن ضابطا من "أم آي 6" اعترف بأنه هدد معتقلا بنقله إلى غوانتانامو، قائلا إن زوجته قد تصبح عاهرة من أجل إطعام أطفاله، مشيرة إلى أنه عندما سمع مسؤول في وزارة الخارجية صراخا قادما من مربط للطائرات في قاعدة في باغرام في تشرين الأول/ أكتوبر، فإن الإدارة وافقت على فتح الموضوع مع الحكومة الأمريكية، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن أمرا كهذا حدث. ويبين التقرير أنه عندما أثار ضابط من "أم آي6" مخاوف من الطريقة التي يحتجز فيها المعتقلون، في زنازين طولها متران، وعلوها 1.8 متر، وعرضها 1.2، فإنه شعر أن الطرف الآخر لم يكن راضيا، وكأنه تخلى عنه عندما تحدث عن الحقيقة غير المريحة. ويشير الكاتبان إلى أن محاميا للمخابرات زار مكان الاعتقال وصفه بمركز التعذيب، حيث تم احتجاز المعتقلين في صناديق خشبية لا يستطيعون الوقوف فيها أو الجلوس، وعرضوا فيها للأصوات المزعجة، لافتين إلى أنه لم يتم تحديد مكان المعتقل في التقرير المرفق، لكن يعتقد أنه كان في قاعدة بلد الجوية، في شمال العاصمة العراقية بغداد. وتذكر الصحيفة أن المحامين التابعين لـ"أم آي6" توصلوا إلى صيغة يتم من خلالها منع إرسال أي معتقل تلقي القوات البريطانية القبض عليه إلى هذا المعتقل، وبدلا من ذلك فإنه يتم التحقيق مع المعتقلين في غرفة متحركة إلى جانب السجن الذي يعودون إليه بعد الانتهاء من التحقيق معهم. وبحسب التقرير، فإن ضابطة "أم آي6" قدمت أسئلة لمعتقلين كانت تعرف أنهم يعانون من الجوع والعطش، وحرموا من النوم، وأسيئت معاملتهم من خلال استخدام دم الحيض، لافتا إلى أن ضابطا اقترح إجبار السجناء على استعراض زنازينهم، بعد تثبيت أوزان من 14 كيلو غراما حول رقابهم، وتعريضهم للأضواء الخاطفة والموسيقى المزعجة، إلا أن مقترحه رفض. وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن التفاصيل المدفونة داخل التقرير صادمة إلى درجة أنها ستثير الدعوات لإجراء تحقيق عام في نشاطات الأمن والاستخبارات البريطانية في الخارج. المصدر : عربي 21
2018/07/01 - الساعة 11:35 مساءً
اعترافات مثيرة وصادمة: أول مرة تحرش
شعور بضيق التنفس نابع من خوف رهيب، أو إحساس بالقيء، وربما حب العزلة والابتعاد عن الجنس الآخر، معظمها مشاعر مختلطة ومتشابهة تقع فيها غالبية ضحايا التحرش للمرة الأولى، فأول مرة تحرش هي أول مرة عنف جنسي ونفسي يقع على الفتاة، سواء كان في مرحلة الطفولة أو الشباب. كيف ومتى حدث ذلك، وهل تملك الضحايا جرأة الاعتراف بتلك الوقائع؟... «لها» تسجل اعترافات مثيرة وصادمة لفتيات عن أول مرة تعرضن فيها للتحرش. أتألم كلما تذكرت أول حادث تحرش جنسي تعرضت له هيا أحمد، 22 عاماً، موظفة خدمة عملاء، كان عمرها 15 عاماً أثناء توجهها إلى درس اللغة الألمانية، تقول: «حينها كنت في الصف الأول الثانوي، ونزلت من منزلي الساعة التاسعة صباحاً متوجهة إلى درس اللغة الألمانية، ما زلت أتذكر حتى الآن البلوزة الصفراء التي كنت أرتديها وبنطالي «البنتكور» البني، كان الشارع تقريباً خالياً من البشر، وفجأة وجدت رجلاً يمر بجانبي بسرعة ليلمس مؤخرتي ويضغط عليها، فأخذت أصرخ بصوت عالٍ لعل أحداً ينجدني حينها شعرت بضيق تنفس كاد يخنقني، كأنني بمفردي في الكون كله، وكأن الجبال تتطابق على ضلوعي، فكان صراخي استنجاداً من ذلك الشعور المؤذي». وتتابع: «التفت شخص آخر إلى صراخي كأنه كان مراقباً للحادث من بعيد، وشتم المتحرش ومضى في طريقه كأن شيئاً لم يكن، سرعان ما لملمت كتبي التي تبعثرت على الأرض وتوجهت إلى الدرس، ولم أحكِ شيئاً لأحد ولم تكن لديَّ رغبة في الحكي، لكني لم أفهم حينها ما إذا كان هذا الشخص ساعدني عندما شتم المتحرش؟ ولماذا لم يمسك به ويضربه لأنه تسبب لي في أذى؟ لكن عندما كبرت فهمت جيداً أن الشتيمة لا تساعد الناجية من التحرش، ولا تقلل من الأعراض النفسية التي تواجهها بمفردها». تؤكد هيا أنها تتألم كلما تذكرت تلك الواقعة، وأنها لم تشعر بالتعافي منها حتى الآن، وتقول: «ما زلت أخشى التحرش وأخشى تواجد الرجال في الشوارع أو المواصلات العامة، فقدت تعرضت أخيراً لحادث تحرش تحوّل إلى عنف جسدي، وما حدث أن أحد الرجال تحرش بي لفظياً فنهرته بقوة وصوت عالٍ، فما كان منه إلا أن صفعني على وجهي، وعلى رغم ذلك ما زلت على قناعة بأن المتحرش جبان، لكن وقع التحرش أقوى وأشرس نفسياً على النساء، فأنا أصنفه إرهاباً جنسياً. وبعد الحادث الأخير ظللت فترة طويلة لا أقوى على محادثة العملاء الرجال هاتفياً، رغم أنه صميم عملي، فقد أصبحت أرى كل الرجال متحرشين إلى أن يثبت العكس. حملة إلكترونية مجموعة من ناشطات مواقع التواصل الاجتماعي المهتمات بحقوق المرأة في مصر، أطلقت أخيراً حملة إلكترونية سلاحها هاشتاغ بعنوان «#أول_مرة_تحرش_كان_عمري»، وهدف من خلالها الى تسليط الضوء على العوار المجتمعي الحاصل بسبب تفشّي ظاهرة التحرش الجنسي. سالي مشالي، صحافية، قررت المشاركة في الحملة الإلكترونية بصفتها الشخصية، وتقول عن دافع مشاركتها: «شاركت في تفعيل الهاشتاغ، لأن القصص التي حكيت كانت صادمة للكثيرين، حملت كمّاً ضخماً من تحرشات المحارم لا سيما الأطفال، وهذه حجة قوية لمن يحمّلون الفتاة مسؤولية التحرش بسبب ملابسها أو تواجدها في الشارع. الأمر الأكثر أهمية هو أن الحملات الإلكترونية أصبحت أسلوباً فعالاً في مواجهة القضايا، وأصبح الهاشتاغ سلاحاً قوياً وجريئاً. فضلاً عن ذلك، فإن تلك الحكايات لن تظل حبيسة الفضاء الإلكتروني، بل ستنتقل إلى الواقع على لسان من قرأها في سياق أحاديث مختلفة عن التحرش». وتتابع: «من أهم الدروس المستفادة من ذلك الهاشتاغ، أن الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضاً للتحرش الجنسي، ويتعرضون لتحرشات متكررة لا يمكنهم البوح لأحد بها بسبب الخوف من الجاني أو الأهل. ومن هذا المنطلق شاركت بقصتي الشخصية في الحملة الإلكترونية، وأول مرة تم التحرش بي كان عمري ثماني سنوات. تعرضت لتحرشات متكررة على أيدي زملائي الذكور، منهم من كانوا يدخلون مراحيض الفتيات، ومنهم من كانوا يتحرشون عند صنبور الماء وفي أتوبيس المدرسة أثناء الذهاب أو العودة. لم أكن أعلم حينها أن هذا تحرش، ولا ما كان يجب عليَّ فعله، لكني كنت أشعر بأنه انتهاك لجسدي، فما كان رد فعلي إلا خوفي المزمن من زملائي جميعاً، وتجنب التواجد مع الذكور في مكان واحد. فأصبحت أشعر بأنني مستهدفة دائماً من أي ذكر تسنح له الفرصة في أي وقت. وفي مرحلة المراهقة، كنت حريصة على ارتداء ملابس أكبر من مقاسي بنمرتين، كأنني أختبئ داخلها وأداري جسمي الذي يريدون أن ينهشوه». في نهاية حديثها، تؤكد سالي أنها لم تتعاف حتى الآن من وقائع التحرش الجنسي، وأنها ما زالت تخاف بالرهبة نفسها من حدوثه في أي وقت. مدرس متحرش رغم كون هادية عبدالفتاح، ناشطة لحقوق المرأة، في أواخر العشرينات من عمرها، إلا أنها لا تنسى إطلاقاً تحرش مدرّس اللغة الإنكليزية بتلميذات الصف الخامس الابتدائي. وتحكي قصتها قائلة: «كان عمري عشر سنوات، حين كنت طالبة في الصف الخامس الابتدائي، كنت أخاف جداً من حصة اللغة الإنكليزية، حيث أن المدرس يتحرش بأجساد الفتيات الصغيرات، خصوصاً ذوات البشرة البيضاء. يضع يده على جميع أنحاء أجسادهن، وعندما كن يجاوبن إجابة صحيحة كان يقبلهنّ بطريقة شهوانية ما زلت أتذكرها حتى الآن، لذا كنت أكره اللغة الإنكليزية، وأختبئ في آخر الصف كي لا يراني، ولم أكن أجاوب بإجابة صحيحة خوفاً من أن يلمسني بحجة التشجيع. وكان طوق نجاتي بشرتي السمراء، وكانت كارثتي الكبرى عندما أخبرت أمي واستغثت بها فلم تبال، واتهمتني بالجنون، إلا أن إحدى قريباتنا شكت لأمها من تحرش ذلك المدرس فقدمت فيه بلاغاً في المدرسة ووزارة التربية والتعليم وتم نقله من المدرسة. حينها فقط صدقتني أمي لكن بعد فوات الأوان، بعد تدمير جهازي العصبي يومياً خشية أن يضع يده على جسدي وينهشه بلمساته، وبعد أن كرهت اللغة الإنكليزية وأصبحت لا أتقنها، مهما ذاكرت بسبب العقدة النفسية». تؤكد هادية أنها لم تتعافَ من مشاهدتها لتحرش الطفولة وخوفها منه، ما أثر فيها سلباً في مرحلة الشباب، حيث أنها لم تكن تحسن التصرف عند التحرش بها، وتقول: «كان يلزمني الذهول والصمت مع كل حادث تحرش جنسي في الشارع أو المواصلات العامة، حتى تطوعت في فترة ما في حملة مناهضة التحرش الجنسي، وقتها كنت أقابل فتيات يؤكدن خوفهن من السير في الشارع، ويأملن بأن يوجد أحد يحميهن، حينها شعرت بكم الضعف وقررت ألا أخاف من المتحرشين مرة أخرى، وأن أساعد الفتيات في التغلب على مخاوفهن حتى نستطيع مواجهة التحرش. شوارع غير آمنة مروة فتحي، 31 عاماً، موظفة تسويق تؤكد أنها لا تتذكر أول مرة تحرش بها أحد، وأن الحديث عن التحرش الجنسي بمثابة اجترار لألم نفسي بالغ الأسى. وتضيف: «الحملات الإلكترونية لا تشكل وعياً مجتمعياً إلا على نطاق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لديهم من الذكاء والمعرفة والثقافة قدر كافٍ لتمييز السلوكيات الاجتماعية المؤذية، لكن سائق المواصلات العامة أو سائق التاكسي، الذي يتحرش بالنساء، لن يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، ولن يبالي بتلك الحملات إذا كان مستخدماً لها». وتتابع مروة: «قد يكون السبب في كوني لا أتذكر أول مرة تحرش، أن التحرشات يومية في الشوارع المصرية، التي أصبحت غير آمنة على النساء، فهؤلاء يتعرضن بشكل يومي للتحرش الجنسي بأشكاله كافة، اللفظية والجسدية، لذا أرى أن الحل يكمن في تفعيل القانون وتواجد أكبر للشرطة في الشارع، بحيث يسهل على الفتاة الإمساك بالمتحرش وتسليمه للشرطة، حينها فقط ستنتهي مأساة ملايين النساء في مصر أو على الأقل لن يكون التحرش ظاهرة اجتماعية. تأهيل الضحايا من الجانب النفسي، يفسر الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، السبب في أن تكون أول مرة تحرش في مرحلة الطفولة، وهو أن الأطفال فئة بشرية ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فضلاً عن هيمنة الجاني على الضحية إذا كان في محيط المدرسة أو الأسرة. ويقول: «إن التحرش الجنسي في تزايد مستمر، وهو مصطلح جديد على الوطن العربي، ساعد على انتشاره الخطاب الديني المتشدد، الذي صوّر جسد المرأة على أنه مدنّس وأنه أداة للغواية، فيتوق إليه الرجال متخذين ملابس المرأة ساتراً مبرراً لفعلتهم». يضيف أستاذ الطب النفسي أن ضيق التنفس والخوف والتوتر والبكاء المستمر، الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب والميل إلى الوحدة، من الأعراض النفسية التي تتعرض لها ضحية التحرش، لذا يجب على الأهل أن يمدوا جسور التواصل والصراحة مع أبنائهم، لأن المصارحة تؤدي دائماً إلى وقف الاعتداء الجنسي على الضحية، خصوصاً في مرحلة الطفولة، لافتا إلى أن الدعم الأسري إحدى ركائز العلاج، إضافة إلى ضرورة التوجه إلى طبيب متخصص، وإذا كان الجاني في إطار الأقارب يجب عزله عن الضحية على الفور، لتسهيل عملية التأهيل النفسي والشفاء. التلامس أما الدكتورة هبة قطب، استشاري الطب الجنسي، فتؤكد أن ملامسة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، أو مرحلة التعليم الأساسي، لا تندرج دائماً تحت مسمى تحرش جنسي، فالأطفال يعتقدون أنهم يلهون معاً، وعلى الأهل مراقبتهم وفتح سقف الحوار، وإذا تلقت أم الولد شكوى من أم الفتاة، عليها أن تفهمه أنها مثل أخته، وأن الرجال يحمون النساء، وعليها أن تؤكد على مسامعه أن التلامس الجسدي مرفوض بين الرجال وبعضهم أو النساء وبعضهم أو كلا الجنسين، فهذا ما يطلق عليه التربية الجنسية منذ الطفولة، وهي المسؤولة عن إنشاء طفل سوي أو متحرش. فالطفل عادة ما يقلّد أباه في معاكسة الفتيات والتحرشات اللفظية التي ينشأ عليها منذ صغره. وتتابع: «يقع على عاتق الأم التربية الجنسية لطفلها منذ الولادة، حيث يمكنها أن تعلمه أنه لا ينبغي أن يغير له أحد حفاضه سواها، حتى لا يرى أحد أعضاءه، وهذا يبرمج عقل الطفل منذ الولادة على ذلك، بخاصة أن الطفل ببلوغ عمر الستة أشهر يستطيع تمييز صوت أمه إن كان غاضباً أم لا، وبناء عليه يكون الطفل قادراً على تنفيذ تعليمات أمه بعدم اقتراب أحد من مناطقه الجنسية في عمر دخوله الحضانة، أي عام ونصف العام، ومع كبر عمر الطفل على الأم أن توعيه بضرورة عدم التلامس، أو السماح للغرباء بملامسة جسده، وأن تطلب منه أن يخبرها إذا حدث أي شيء من هذا القبيل، لأن المتحرشين يستغلون خوف الأطفال من أهلهم أو عدم وعيهم». دعابات مؤذية أما هديل أحمد، 23 عاماً، فتؤكد أن هناك نوعاً من التحرش لا يلتفت إليه الأهل، وقد يعتبرونه دعابة، وتقول: «بدأ التحرش بجسدي الصغير عندما كان عمري خمس سنوات، حيث أن جدّي كان أول المتحرشين بي في قالب مداعبة صغيرة، فكان يمد يده على صدري في مزاح متعارف عليه لدى ذوي الأصول الريفية، ليقول لي إنني أوشكت أن أكبر وأحمل ملامح أنثوية، لكن ما لم يكن يعرفه والدي أن ذلك التصرف كان يؤذيني، وكنت أرفض مصافحة جدي أو اللعب معه خوفاً من تحرشه بجسدي». وتتابع: «في تلك المرحلة، والتي كنت أبلغ فيها خمس سنوات فقط، كان ابن عمتي عمره 20 عاماً، وكان يجلب لي الحلوى باستمرار، لكنه كان يستغل ذلك في مقابل أن يتحرش بي، ولو على سبيل الدعابة أيضاً وقت غياب الكبار من الأقارب، لم أدرك حينها أن ذلك أحد أنواع التحرش، إلا عندما كبرت، وعندما أخبرت أمي نهرتني بدافع الخوف من الفضيحة».
2018/06/30 - الساعة 09:07 مساءً