ما الذي تحتاجه عدن لحل معضلة الكهرباء؟

فارس العدني

 1. رؤية استراتيجية لا تشتغل بالمسكنات:

عدن تحتاج إلى خطة وطنية مستدامة، لا تعتمد على تأمين الوقود يومًا بيوم، بل محطات توليد مستقلة بالغاز أو الطاقة الشمسية أو الرياح، وتعيد تأهيل الشبكات بشكل مدروس.

 2. تحرير ملف الكهرباء من قبضة الفساد والعمولات:

كثير من الاتفاقيات أُبرمت لا لحل المشكلة، بل لتسمين أرصدة، ولهذا كانت النتائج مؤقتة وهشة.

 3. إنشاء هيئة طوارئ مستقلة للكهرباء:

تُدار بكفاءات مهنية وليس بتوازنات سياسية، وتُعطى صلاحيات كاملة لتنفيذ حلول فنية عاجلة ومتوسطة وبعيدة المدى.

 4. دعم استثمارات الطاقة البديلة:

لا يُعقل أن مدينة بعدن، مشمسة 300 يوم في السنة، لا تُستثمر فيها الطاقة الشمسية بالشكل المطلوب. شركات صغيرة يمكن أن تُحدث ثورة لو أُزيلت العقبات البيروقراطية والابتزاز المالي.

 5. إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية:

بدون ضغط شعبي منظم ومشروع وطني جامع، سيظل المسؤولون “يشغلون خط واحد فقط” من التفكير، كما قلت، وغالبًا يكون خط المصلحة الخاصة.

 

أما عن طريقة تفكير القيادات من عقد إلى اليوم:

 • معظمهم لم يخرج من عباءة التفكير القصير الأمد، حل اليوم وتأزيم الغد.

 • همُّهم في أغلب الأحوال: توفير وقود بالإعانة أو التمويل الخارجي، والتفاوض على كم حاوية ديزل أو عقد صيانة، لا أكثر.

 • غياب الرؤية جعلهم أسرى لحلول ترقيعية، لا تحولية.

 • والبعض الآخر، إن لم يكن همه الأول المال، فهمه أن لا يُحسب النجاح لغيره، ولهذا تُفشل المشاريع عمدًا أحيانًا.

 

ختامًا:

عدن تحتاج إلى من يشغّل كل خطوط الطاقات العقلية: فكر علمي، شجاعة قرار، نزاهة إدارة، واستنهاض مجتمعي.