زار وزير الثقافة مروان دماج اليوم عدد من المواقع الأثرية والتاريخية في وادي حضرموت.
وشملت الزيارة موقع قارة الصناهجة (الشناهزة) بمنطقة تاربة الذي يعود للعصر الإسلامي (القرن السادس والسابع الهجريين) وامتد النشاط البشري فيه حتى القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجريين. كما انطلقت منه هجرات جماعية الى شمال افريقيا وشكلت قبائل صنهاجة المعروفة هناك.
واستمع الوزير الى شرح مفصل من مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور حسين العيدروس الى ما تعرض له الموقع من عمليات سطو وبناء دون علم الهيئة، الأمر الذي أدى الى تخريب عدد غير قليل من آثاره المعمارية وتشويه الموقع وطبيعته.
وخلال الجولة في المدينة المهجورة جرى مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالتراث الثقافي ومنها موضوع السطو العشوائي على الموقع، مشددا على ضرورة اتخاذ الاجراءات الكفيلة بايقاف ومحاسبة المتسببين في تخريب هذا الموروث الثقافي.
وأعرب في الوقت نفسه عن أسفه لما يحدث نتيجة عدم الإدراك والوعي بأهمية تلك المواقع. وشدد على القيام بحمايتها من الاندثار والتخريب، منوهاً الى أنه ينبغي تعاون السلطة مع منظمات المجتمع وعقال الحارات والتركيز على نشر الوعي بين المواطنين للقيام بدور فاعل في الحفاظ على تراثهم الثقافي العريق.
كما شملت الزيارة الجامع القديم في منطقة بور (جامع علوي بن عبيداللاه) والذي يعود تاريخه الى منتصف القرن الرابع الهجري.
وطاف الوزير ومرافقيه بمبنى الجامع القديم الذي يتم النزول اليه عبر درج الى مستوى منخفض عن سطح أرض المنطقة، وشاهد طراز البناء الفريد في هذا الجامع الذي يتفرد به عن غيره من المساجد الاخرى.
وتعرف الوزير خلال زيارته من بعض وجهاء المنطقة الى بعض المعلومات حول هذا المبنى الفريد، وتطرق النقاش الى أهمية قيام السلطة بدعم صيانته وترميمه والحفاظ عليه.
وعبر الوزير عن إعجابه ودهشته من طريقة البناء التي تجاوز عمرها الألف عام وهي من الطين الخالص والأخشاب المعروفة في المنطقة ( أخشاب شجر العلب).
كما زار دماج قبر النبي حنظلة بن صفوان في غرب منطقة بور، التي بها قبرين قديمين طويلان، يتواتر الناس أخبارهما أنهما من قوم أصحاب الرس، واستمع الوزير لشرح عن آثار المنطقة.. مشددا على ضرورة الحفاظ على الآثار وتجنيبها من عملية التوسع السكاني التي بدأت تطال تلك المواقع وتقترب منها مهددة بزوالها أو على الأقل التأثير عليها.
ووعد الوزير بالاهتمام بها موجهاً مدير عام الآثار بمتابعة حمايتها للمحافظة عليها من أي مستجدات، وفي الوقت ذاته ناشد المواطنين بضرورة الوقوف الى جانب السلطة الأثرية والقيا