هل يتجه (الجنوب) نحو الاسوأ؟

    شاهدت في مواقع التواصل الاجتماعي منظرا في مدينة عدن لنسوة في الشارع العام يرفعن الأصوات و الأيادي إلى رب السماء يشكين من ارتفاع الاسعار ، وقلة ذات اليد في مدينة كانت في منتصف الستينيات من القرن الماضي أفضل مدينة في منطقة الشرق الاوسط والجزيرة العربية من حيث سبل العيش ورفاهية السكان وتميزت بالنهضة العمرانية والتجارية ، مما جعلها وجهه وقبلة للعديد من أبناء الجاليات العربية وغير العربية للعيش والاستقرار والعمل والتجارة فيها . بعد انتصار ما يسمى ثورة الجنوب على البريطانيين خرجت بريطانيا وسلمت البلد كما يعلم الجميع للجبهة القومية لقيام دولة استطاعت بحكم فكر القومية العربية توحيد كل سلطنات الجنوب ضمن دولة واحدة . عانينا منذ سن الطفولة المبكرة بعد قيام دولة الجنوب معاناة لا توصف في كل شى حتى الرواتب خفضت ، وتم تأمين الأملاك حينها ، ربما كان هناك حصار للنظام بعد الإجراءات التي اتخذتها الدولة وكانت ذات توجه اشتراكي ، وعادت المحيط العربي والاقليمي إلا البعض منهم . كانت المعاناة صعبة ليست مثل هذه الأيام بعد الاندماج غير المدروس في وحدة مع اليمن الشمالي الذي كان تعداده عشرة أضعاف تعداد دولة الجنوب ، واندلعت الصراعات والاغتيالات ثم في 1994 بدأت الحرب بين صناع الوحدة الارتجالية وكانت نهايتها اجتياح الجنوب . فقد شعب الجنوب كل شيء إلى أن حدث مايسمى بثورة 2011 أو صراع الأحزاب اليمنية ، حتى سقوط الدولة بعد استيلاء الحوثي على صنعاء ومحاولات الحوثي مع قوات عفاش السيطرة على عدن ومحافظات الجنوب . شعب الجنوب ثار على النظام في الشمال بعد أن أفاق من صدمة الاحتلال العفاشي الشمالي في 2007 بحراك توحدت فيه القوي الجنوبية لإعادة دولة الجنوب ، ثم تحرر الجنوب في عام 2015 ، وخضعت حضرموت لمايسمى بتنظيم القاعدة حتى حررت بجهود رجالها وبمساعدة من التحالف العربي . ومنذ تلك الفترة والظروف تتعقد بعد الفشل من تحرير الشمال ودخول بعض القوي الجنوبية في حكومة مناصفة مع الشرعية النازحة ، وكم حكومات شكلت ولكن انتشار الفساد وعدم جدية الدولة في محاربة الفاسدين وضبط أمور الدولة اوصلنا الى هذا الحال الذي يعاني منه الكل إلا فئة الحكام وأتباعهم من النازحين في عواصم الدولة ، لقد استنزفوا خيرات البلد وخاصة في المحافظات الجنوبية بسبب استلامهم الرواتب بالعملات الصعبة من دون رقيب أو حسيب عليهم . بعد توقف تصدير النفط من حضرموت شبوة ازدادات مساحة الفقر وعانى الناس من شظف العيش ، وحدث انهيار متسارع للعملة ،كل المكونات والحكومات المتعددة فشلت في إنقاذ الوضع ، أما التحالف فقدم الودائع لتوقيف الانهيار ، لكن كلها ذهبت إلى جيوب الفاسدين . حضرموت كانت أكثر تضررا من كل المحافظات ، وهذا مادعى حلف قبائل حضرموت والجامع إلى تبني مطالب حضرموت بقوة بدافع الحرص على الحضارم وثرواتها ورغم الحملات الإعلامية التي وجهت لهم وأحيانا توجيه التهديدات غير المنطقية وغير المقبولة لهم . الحملات غير المقبولة من بعض الأحزاب والمكونات فشلت فشلا ذريعا بعد الوقوف ضدها من قبل رئيس الحلف وبقية القيادات ومعهم شرفاء حضرموت ، ورابط جميع الرجال في الهضبة وأعلنوها قوية أنه لاتراجع عن تحقيق مطالب الحلف التي هي مطالب الشعب الحضرمي ، ومنها تحقيق الحكم الذاتي المطلب الذي التفت حوله حضرموت بكل أطيافهم وعلى اختلاف انتماءاتهم بساحلها وواديها ومهجرها ..