رقصة الزربادي معاصرة وأصالة حضرمية بامتياز

كتب/ سعيد باطحان    مع هدوء المدينه وجمال طبيعتها سمعت صوت جميل من بعيد جذب انتباهي فاقتربت منه رويدًا رويدًا فاذا به صوت الزربادي..ايه رقصة الزربادي التي تُعد من أقدم وأشهر الفنون الشعبية، التي تشتهر بها محافظة حضرموت "شرقي اليمن"، ولا يزال الناس متمسكين ومحافظين عليها خوفاًمن الاندثار.

    الزربادي، من أجمل الالعاب والرقصات الشعبية التراثية، التي تتميز بأصواتها وإيقاعاتها وزفنيها، فهي عبارة عن موروث شعبي له تاريخ عريق، ومرتبط بالتراث الحضرمي الأصيل، ولها إقبال كبير في أوساط المجتمع الحضرمي، من كل شرائح المجتمع.

                                            رقصة الافراح

وتزدهر لعبة الزربادي في المناسبات العامة والخاصة، كالأعياد والزواجات والرحلات، فهي لها وقع خاص في نفوس محبيها وعشاقها، لما يرون فيها من إبداع كبير، ودقة في أصواتها ورقصاتها التي يتمايلون على أنغامها.

   الزرباردي لها عدة خصائص متكاملة بها، حيث تتكون من أربعة إيقاعات، وهي "الهاجر" ومهمته إدارة شؤون العدة، "والمرفع" الذي يقوم بترتيب أمور العدة، بالاضافة إلى "اثنين من المراويس"، وأيضا توجد بها آلة المدروف ً الشعبي، وهي آلة نفخية، وطبعاً هذه الايقاعات والمدروف مرتبطة مع بعض، فكل ايقاع له عمل يختلف ويكمل الآخر، بحيث ينتج عنها أصوات هذه اللعبة.

                                         هكذا تُلعب

    يقول الزفان/ الراقص محمد باجري "بأن الزفين يقوم في الغالب بالأداء "شخصين أو ثلاثة" من "الزفانة"، ولابد أن يكون بينهم انسجام تام، في ساحة السمر أو ما يسمى بـ"المداره"، بحيث يجذب انتباه المشاهد، بالإضافة أن تكون لديهم خبرة كافية بالأصوات والكسرات، بحيث يقدمون لوحة فنية جمالية خاصة بـ"لعبة الزربادي".

     وهناك عدة أصوات وطرائق تتميز بها "لعبة الزربادي" عن غيرها من الألعاب الشعبية الأخرى، فصوت "المدخل والمخرج والموزعي والحجري والعواني". لكل صوت "زفين" (أي راقص) خاص يتميز به صوته عن الآخر، فـ"صوت المدخل" له طريقة معينة، ويكون "الزفين" فيه نوعًا ما ثقيل ويوقف "الزفانة" في البداية أمام الفرقة وحينما يبدأ "الفنان" بصدح صوته بـ"الغناء" ، يتحرك "الزفانة" إلى جهة الخلف ويكون "الزفانة" مقابل الفرقة.

                                                  "شبه عسكرية"

     وبعدها يتقدم "الزفانة" لألمام بطريقة "شبه عسكرية"، وذلك بخطوات محسوبة ومضبوطة، بزمن ايقاع صوت المدخل، وهي خطوتين بثلاث خطوات، والدوران عند نهاية الفنان للغناء أو البيت الشعري، تكون هناك قفزة من "الزفانة".

       وتكون بإشارة من صاحب الهاجر، وتسمى بـ"الكسره"، وبعدها يتقدم "الزفانة" لألمام، وتأتي الخطوة الأخيرة يتراجع فيها "الزفانة" إلى جهة الخلف من نص المداره، وهكذا يكون صوت المدخل، وتتكرر الكسرة ثلاث مرات في كل صوت.

     وأشار "الزفان" باجري "أن صوت المخرج يختلف تماماً عن صوت المدخل من حيث الكسرات وطريقة "الزفين" فيكون خفيف، فتكون بدايته بوقوف "الزفانة" أمام الفرقة ومن ثم التحرك للخلف وبعدها تقدم "الزفانة" لألمام عند المدخل".

الأكثر زيارة