حورة بحضرموت..جمال، روعة وذكريات من بلد الأجداد

  استطلاع/ عبد الله باوزير

      يتوالى الزمان, وتتعاقب الاجيال وكل إعلامي يحاول ان يقدم لبلدة اقصى ما يستطيع، وها انا احاول ان ابذل اقصى جهدي واستخرج كل طاقتي، لكي اقدم لكم حورة التاريخ عاصمة اللواء الغربي سابقا الواقعة بمحافظة حضرموت بطريقة تليق بمقامها الرفيع..إلى جانب ضواحيها اللاتي هن بمثابة السوار حول المعصم.

    حورة تُعد ملتقى الطرق الى رخية ودوعن وحريضة، والتي كان اهلها يعتمدون على الحرف في معيشتهم ... ورفعنا هاماتنا لننظر بعين الاكابر الى شخصيات لمعت نجومها خارج المحافظة... واغرورقت عيناي وأنا نظر الى منازل احتضنت اناسًا كانوا ينيرونها ويحيونها بانفسهم , وشيدوا معالم نافست معالم كثيرة تفتخر بها مناطق وادي حضرموت.

حورة في سطور

   حفرت اسمها في التاريخ منذ ان كانت حصنًا من حصون حمير قبل الإسلام كما في (الاكليل للهمداني) وهي مدينة عظيمة لبني الحارث من كندة فيما بعد كما في (صفة جزيرة العرب للهمداني) ثم سكنها آل ملكي وهم من اصول رومية وجعلوها من حصونهم.

    اسس السلطان الكثيري بدر ابو طويرق حصنًا عظيمًا بها ـــ لازال باقيًا لليوم ,وجعلها مركزًا سياسيًا وعسكريا في حروبة لاخضاع دوعن واحتلها اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب مدة من الزمن وقد حازت اهتمام الدولة القعيطية كذلك فجعلوها عاصمة للوائها الغربي ثم الحقت بمديرية القطن كمركز ابان الحقبة الاشتراكية، لكن حورة عادت للواجهه من جديد كعاصمة لمديرية حورة ووادي العين فيما بعد توحيد شطري اليمن ليومنا هذا، وبها قبر العالم الجليل الشيخ ابوبكر باوزير مولى حورة واخية سعيد مولى الجويب.                                           الموقع والمساحة والمناخ

    تقع مديرية حورة ووادي العين في قلب محافظة حضرموت، يحُدها من الشرق مديريتا ساه وغيل بن يمين, ومن الغرب مديريات العبر ورخية وحريضة ودوعن، ومن الشمال مديريتا القطن وشبام ومن الجنوب مديرية غيل باوزير.

    تقدر مساحتها االجمالي بــ(10.3547كم2 ) ويبلغ عدد سكانها حسب احصائية عام 2004م (48474) نسمة وتبلغ نسبة الكثافة السكانية (2كم/فردا8.03) ويحترف بعض سكانها النخيل والحبوب اثناء موسم الامطار, اما المهن الغالبة في الوقت الحاضر هي الانخراط في الوظائف العامة والخاصة ومزاولة المهن البسيطة, بينما الكثير من السكان اتحذوا من المهجر مصدرًا اساسيًا لكسب الرزق.

    يسود المناخ الصحراوي الحار صيفًا والبارد الجاف شتاء , وتهطل الامطار غالبًا في موسم الخريف.

مراحل الحكم والحكومات ومكانتها 

    خضعت  حورة لحكم السلطان القعيطي وذلك بموجب المعاهدة الموقعه بين كل من السلطان احمد بن جعفر الكثيري والسلطان مقبل بن صالح الكثيري من جهه والجعمدار محمد بن عمر القعيطي من جهة اخرى بشهر صفر من عام 1272للهجرة. وخلال فترة حكم السلطان القعيطي لها تناوب خضوعها الاداري للمكلا تارة ولمدينة شبام تارة اخرى.

    اعتمد السلطان علي بن صالح القعيطي من مقرة الرئيسي من مدينة شبام حورة عاصمة للواء الغربي الذي امتد حدودة لتصل الى القطن شرقا،ومن رخية حتى عرما عساكر شمالًا ووادي عمد ودوعن غربًا ووادي العين جنوبًا.. اصبحت حورة مركزًا تجاريًا ترومها القوافل التجارية القادمة من المكلا بساحل حضرموت ,وتلك الوافدة من المملكة العربية السعودية عبر صحراء الربع الخالي, وانشىء فيها مكاتب للبرقية, ومحكمة ووحدة صحية ومكاتب للتربية ومكاتب للطيران, وفي نهايه الخمسينات تم انشاء مطار مدني بمنطقة بحران, وكانت هذه المرافق تدار بنظام اداري مقتبس من القوانين البريطانية الخاصة بمستعمرة عدن.

    ظلت مدينة حورة عاصمة للواء الغربي حتى عام 1967م وكان اخر نائبًا للسلطنة القعيطية فيها هو النائب أحمد المرفدي ,حيث سقطت مديرية حورة مثلها مثل مدن حضرموت بيد الجهه القومية لتحرير الجنوب المحتل.

معالم تاريخية واثرية

   في المديرية تُشاهد حصن حورة الذي يقع في وسطها من الجهه الشرقية للخط العام, وقد شيد على مرتفع صخري,  مما مكنة من الاستحواذ على اطلالة شاسعة لحصون المدينة.

     يتكون المبنى من خمسة طوابق من مادة اللِبن، ويتحذ شكلًا مكعبًا بزوايًا شبة دائري، وبهِ جدران تسمى (المعاصر) تنتصب منحنية الى الداخل..(مجنية)، لزيادة متانة الجدران وتوفير تماسكها.

   يتميز حصن حورة عن غيره من الحصون مناعتة لوجود مدخل واحد له فقط من الجهه الشمالية ,مزودة بسدة خشبية سميكة من الخشب (الحمر) المدعمة (بالزوافر) الخشبية, المرصعة بالقوابض الفوالذية , تفتح السدة على مصراعين ويمكن لاحداهما السماح بمرور جمل محمل وفي احد مصرعيها باب صغير يسمى (الفرخ) يتسع فقط لمرور شخص واحد منحني الهامة وكأنة يقدم قرابين الولاء للحصن..يفضي مدخله الى باحتٍ وارفة تتوسط القصر وتحيط بها المكاتب الادارية والسجن والمطبخ والبئر والمسجد.

    استخدم القصر خلال حكم السلطنتين الكثيرية والقعيطية كحامية عسكرية ومقرا لنواب السلطنتين , يشير الكثير من المعمرين على انه بُني خلال حكم السلطان بدر بو طويرق.

        خير جليس

      كان للشيخ (ابوبكربن محمد بن سالم باوزير) الدور الاساس في تأسيس المكتبة في مدينة حورة والتي اقامها في بيتة الشهير وكان بابه مفتوحًا للقاصدين وابناء السبيل، ثم أُنشئت في التسعينات مكتبة حورة الخيرية بمسجد الشيخ ابوبكر , وقد حوت امهات الكتب في العلوم الشرعية وضمنت عدة اقسام كــ "الفقة واللغة وعلوم الحديث والسير والتراجم والتاريخ. الفنون الرقصات التراثية ــ الفلكلورية.      اشتهرت المديرية بالعديد من الرقصات التراثية كــ "رقص الزامل والدحيفة والظاهري والخابة" , والاخيرة تميزت بها مديرية حورة عن غيرها, وفي حين رقصة الزامل والدحيفة تشهد حضورًا متميزًا في مناسبات الافراح وعند استقبال الوفود وخاصة بمنطقة وادي العين وقعوضة وضواحي المديرية، بيد ان رقصة الظاهري تتخذ طابعًا كرنفاليًا تشهده مدينة حورة لمدة ثلاثة ايام متتالية بعد عيد الفطر وستة ايام بعد عيد الاضحى فيما يعرف بمهرجان الظاهري.

    وفي الليله السادسة تقام رقصة الخابة والظاهري حتى ساعات متاخرة من الليل , وفي صباح اليوم التالي تستضيف منطقة السفيل الاحتفالية بمهرجان الظاهري ويختم المهرجان عصرًا بمدينة حورة بحضور مشهود من الشعراء والمواطنين ومحبي الرقصات التراثية من ابناء المديرية والمناطق المجاورة.

 

الأكثر زيارة